من الحكم : لكل شيء آفة، وآفة العلم النسيان، وآفة العبادة الرياء، وآفة الحياء الضعف، وآفة اللب العجب، وآفة الظرف الصلف، وآفة الجود الشرف، وآفة الجمال التيه، وآفة السؤدد الكبر، وآفة الحلم الذل".
ومن باب ترويض النفس على مثابرة العبادة والصبر عليها، إقبالها على الترفيه بعض الشيء مما يسليها ويبعثها على النشاط ومن النوادر التي جاءت في ذلك:
1-امتحن يحيى بن أكثم رجلا أراده للقضاء، فقال: ما تقول في رجلين أنكح كل واحد منهما الآخر أمه، فولد لكل واحد منهما ولد، فما قرابة ما بين الولدين؟ فلم يعرف.. فسئل عن ذلك، فقال: كل واحد منهما عم الآخر لأمه.
2- ودخل رجل على عبد الملك بن مروان فقال له: إني تزوجت امرأة وزوجت ابني أمها، ولا غناء بنا عن رفدك، فقال له عبد الملك: إن أخبرتني ما قرابة أولادكما إذا ولدتما، فعلت؟
فقال: يا أمير المؤمنين! هذا حميد بن بحدل، قد قلدته سيفك ووليته ما وراء بابك، سله عنهما، فإن أصاب لزمني الحرمان، وإن أخطأ اتسع لي العذر. فدعا به فسأله، فقال: يا أمير المؤمنين! إنك ما قدمتني على العلم بالأنساب، ولكن على الطعن بالرماح. أحدهما عم الآخر والآخر خاله.
3- ولو تزوج رجل امرأة، وزوج ابنه ابنتها، ثم ولد لهما، كان أحد المولودين عم الآخر، والآخر ابن أخيه.
4- وكان يقال: ستة إن أهينوا فلا يلوموا إلا أنفسهم:
-الذاهب إلى مائدة لم يدع إليها.
- وطالب الفضل من اللئام.
- والداخل بين اثنين في حديثهما من غير أن يدخلاه فيه.
- والمستخف بالسلطان.
- والجالس مجلسا ليس له بأهل.
- والمقبل بحديثه على من لا يسمع منه ولا يصغي إليه.
5- نذرت امرأة أن تكسو ثوبا غزلته فأتقنته أفضل رجل بالبصرة، فقيل لها: الحسن، فأتت به الحسن فأرسل بها إلى أبي قلابة، فردها أبو قلابة، وقال: إن الناس أصابوا فيك وأخطأت فيّ.
6- قال الإمام أبو عبيد: العارضة كناية عن الندى، فإذا قيل: فلان شديد العارضة فذاك كناية عن سفه الكف بالعطاء.. وإذا قيل: فلان يقتصد، فذلك كناية عن البخل... وإذا قيل العامل مستقص، فذلك كناية عن الجور.
وأما قولهم في المثل: هذا أجل من الحرش، فإن الأصمعي ذكر في تفسيره ذلك، أن الضب قال لابنه: إذا سمعت صوت الحرش فلا تخرجن، قال: وذلك أنهم يزعمون: أن الحرش تحريك اليد عند حجر الضب ليخرج إذا ظن أنها حية.
اقرأ أيضا:
مواعظ مبكية بين عمر بن عبد العزيز والخليفة سليمان