أخبار

أنسى كل ما ذاكرت وأشعر أنني لم أحصل شيئا رغم مذاكرتي الدائمة

بهذه الطريقة ترتقي بإيمانك ويحبك الله والناس أجمعين

احذر إهانة كبار السن.. منامات عجيبة

3تحذيرات إلهية لبني آدم في الأرض بعدما طرد أبويهم من الجنة

كيف أعلم طفلي احترامي وإخوته الكبار؟

لا تفوتك.. 5 نصائح غذائية لحياة أطول

فوائد سحرية.. أفضل أنواع الشاي لإنقاص الوزن

إن حرمت نعمة.. فالله حباك من نعمه الكثير (لا تغضب ولا تحزن)

أفضل نعمة يمنحها الله للعبد

من هنا يأتي خراب البيوت.. احذر هذه الأشياء

هؤلاء لا يحبهم إلّا مؤمن ولا يبغضهم إلّا منافق.. فمن هم؟ وماذا فعلوا؟

بقلم | أنس محمد | الاحد 21 يناير 2024 - 07:31 م



ورد أن رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا فَتَحَ حُنَيْنًا قَسَمَ الغَنَائِمَ، فأعْطَى المُؤَلَّفَةَ قُلُوبُهُمْ، فَبَلَغَهُ أنَّ الأنْصَارَ يُحِبُّونَ أَنْ يُصِيبُوا ما أَصَابَ النَّاسُ، فَقَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَخَطَبَهُمْ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عليه، ثُمَّ قالَ: يا مَعْشَرَ الأنْصَارِ، أَلَمْ أَجِدْكُمْ ضُلَّالًا، فَهَدَاكُمُ اللَّهُ بي؟ وَعَالَةً، فأغْنَاكُمُ اللَّهُ بي؟ وَمُتَفَرِّقِينَ، فَجَمعكُمُ اللَّهُ بي؟ ويقولونَ: اللَّهُ وَرَسولُهُ أَمَنُّ، فَقالَ: أَلَا تُجِيبُونِي؟ فَقالوا: اللَّهُ وَرَسولُهُ أَمَنُّ، فقال: أما إنكم لو شئتم لقلتم ولصَدَقتم ولصُدِّقتم: ألم تأتنا شريداً أو طريداً فآويناك؟، ومكذَّباً فصدقناك؟ إلى آخر ما ذكر النبي، فَقالَ: أَلَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بالشَّاءِ وَالإِبِلِ، وَتَذْهَبُونَ برَسولِ اللهِ إلى رِحَالِكُمْ؟ الأنْصَارُ شِعَارٌ وَالنَّاسُ دِثَارٌ، وَلَوْلَا الهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَءًا مِنَ الأنْصَارِ، ولو سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَشِعْبًا، لَسَلَكْتُ وَادِيَ الأنْصَارِ وَشِعْبَهُمْ، إنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، فَاصْبِرُوا حتَّى تَلْقَوْنِي علَى الحَوْضِ.

وفي غزوة بدر لم تكن القوى متكافئة مع كفار قريش، حين خرج المسلمون للقائهم، فيومها خرج من المهاجرين ثلاثة وثمانون من المهاجرين، وخرج من الأنصار مائتان واثنا عشر: 61 من الأوس، و151 من الخزرج.. وليس معهم جميعًا سوى سبعين بعيرًا يتبادلون الركوب عليها.. وسوى ثلاثة أو أربعة من الأفراس، بينما كانت قريش قد خرجت إليهم بقضها وقضيضها.. يومها رفع لواء المسلمين مصعب بن عمير، وأمامه رايتان يحمل إحداهما على بن أبى طالب، ويحمل الأخرى بعض الأنصار.. رفع الحباب بن المنذر راية الخزرج، ورفع سعد بن معاذ راية الأوس.

وتأتي الأخبار للمسلمين وهم في طريقهم للمعركة وكانوا قد وصلوا بوادى «ذفران» وجاءت الأخبار بأن قريشًا قد خرجت عن بكرة أبيها، بكامل عدتها، لقتال النبى والمسلمين.. وأن عدتهم أضعاف عدة المسلمين، واستهول البعض كثرة قريش، فوقف النبي صلى الله عليه وسلم يشاور أصحابه ما يرون، فطفق البعض يحذر، وآخرون يرون وجوب التمهل وإعداد العدة، وهنالك نهض المقداد بن عمرو فقال:

«يا رسول الله، امض لما أمرك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فوالذى بعثك بالحق لو سرت بنا إلى بَرَك«الغماد» (موضع باليمن) لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه..».

دعا له الرسول عليه السلام بالخير، ولكنه استأنف يقول«أشيروا علىّ أيها الناس »، ففهم الأنصار أن السؤال موجه إليهم، فنهض زعيم الأنصار سعد بن معاذ فقال للنبى عليه السلام:«والله لكأنك تريدنا يا رسول الله ؟»، فقال له الرسول: أجل. فمضى سعد بن معاذ فقال:

«يا رسول الله، قد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فنحن معك. فوالذى بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا.. إنّا لصُبُرٌ فى الحرب، صدق فى اللقاء، لعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله، فنحن عن يمينك وشمالك، وبين يديك وخلفك» هناك شكره النبى صلى الله عليه وسلم، ودعا له بالخير، ووقف يقول للمسلمين:

«سيروا وأبشروا، فإن الله تعالى قد وعدنى إحدى الطائفتين»..، ونزل عليه الوحى فتلا عليه من آيات ربه: «كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ * يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ * وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ» (الأنفال 5 – 8).

اقرأ أيضا:

لا تكن مثل "ثعلبة".. دعا له النبي بالرزق ورفض قبول زكاته.. ما السر؟

فئة بشرية نادرة


ضرب الأنصار المثل في المعجزة، ألا وهي معجزة الإنسان وماهو سره حينما يكون مخلصا لشيئ فيدافع عنه حين يؤمن به أو يهلك دون، وما سر هذه الفئة بالتحديد ألا وهم أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين أمنوا بالنبي وقد جاء لهم مطارا من قومه، فنصروه ودافعوا عنه بأرواحهم وهم أغراب عنه، فلا هم من قبيلته ولا هم من قومه، ولكنهم أحبوه لهذا الحد، الذي يقف فيه أحدهم ويقول له: "فوالذى بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا.. إنّا لصُبُرٌ فى الحرب، صدق فى اللقاء، لعل الله يريك منا ما تقر به عينك".

يقول المفكر الراحل، رجائي عطية، إن الأنصار حالة استثنائية من الصحابة، أو بالأصح حالة استثنائية من البشر، فلقد تميز الأنصار بميزة ميَّزتهم عن بني آدم كلِّهم، هذه الميزة هي ميزة "الإيثار"! والإيثار: يعني أن تعطي غيرك كل ما لديك وأنت في أمس الحاجة إليه! ولنستمع إلى قول اللَّه يفسر لنا هذه الخاصية العجيبة للأنصار: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)} [الحشر: 9].

والخصاصة لغة تعني الفقر، فالحقيقة التي تغيب عن كثيرٍ منّا أن الأنصار كانوا فقراء شديدي الفقر، وربما ظنهم البعض أغنياءً من كثرة عطاءاتهم لإخوانهم من المهاجرين، وسرّ فقر الأنصار يكمن في كونهم أصلًا من المهاجرين! فالأنصار جزءٌ من قبيلة "الأزد" اليمانية التي كانت تسكن في اليمن السعيد مستفيدة من الرخاء الإقتصادي الذي كان يوفره لهم سد مأرب، ولكن مع انهيار سد مأرب عام 542 م، دخلت اليمن في مرحلة كبيرة من القحط والفقر، فلقد أرسل اللَّه على اليمن سيلًا سُمّي بـ "سيل العَرِم" وهو السيل الذي ذكره اللَّه في القرآن بقوله: {فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ} [سبأ: 16] فهلكت بذلك كل البساتين والكروم والحدائق التي بقي السبئيون يرعونها لعدة قرون، فعانى السبئيون بعد انهيار السد من فترة ركود طويلة.

ولم تقم لهم قائمة بعدها، لتهاجر القبائل اليمانية من اليمن بعد أن انعدمت سُبل الحياة هناك، وكان فيمن هاجر قبيلة يقال لها "قبيلة الأزد"!.

والأزد هو الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر (وهو هود عليه السلام) ابن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه وعلى نبينا السلام.

هاجرت قبيلة الأزد إلى الشمال، فانقسمت عدة انقسامات، فاستوطن فرعٌ منها يُسمى بـ "الغساسنة" جنوب سورية وشمال الأردن ليكونوا مملكة "الغساسنة"، وسكن في مكة فرعٌ آخر لم يستطع أن يكمل الهجرة إلى الشمال فتخزّع (أي تأخّر) في الطريف فسُمّي لذلك بـ "خزاعة"، وسكن قسم ينتمي لرجل اسمه عمرو بن عبد اللَّه في المنطقة التي تعرف ببلاد "غامد" في السراة وشبه السراة وتهامة، وقد وقع بين عمرو هذا وبين عشيرته شر فتغمّد ذنوبهم -أي غطاها- ومنه الغمد، فسميت قبيلته بـ "غامد"، واستوطن أزدي آخر اسمه عامر بن حوالة بن الهنو بن الأزد ويقال له "الباقم" بوادٍ خصيب ذي زرعٍ وافر يقع شرقي مدينة مكة اسمه "وادي تربة".

أما القسم الأهم والذي يعنينا هنا هو قسم استوطن مدينة "يثرب" شمال الحجاز، هذا القسم كان ينقسم بدوره إلى قبيلتين هما "الأوس" و"الخزرج" وهما من أولاد خزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو ابن عامر بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، وهم الذين سينصرون بعد ذلك اللَّه ورسوله، ليسمّوا باسم جديدٍ سيبقى محفورًا في ذاكرة التاريخ: الأنصار!

يقول عطية إنه في الوقت الذي امتنعت فيه أعظم القبائل من نصرة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حتى بعد معرفتهم بصدق دعوته (كقبيلة "شيبان" مثلًا) عرض "الأوس" و"الخزرج" على رسول اللَّه إيواءه ونصرته في مدينتهم بسرعة ومدهشة!.

فهؤلاء الذين تصدوا لعداوة العالم في سبيل أنهم آووا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه فحصل لهم هذه المنزلة العظيمة، فصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق؛ لأن المنافق يكره الدين، ويكره نصرة الدين، ويكره أنصاره من الناس، والمؤمن يحب الله، ويحب من أحبه الله، فصار حب الأنصار من الإيمان .

فحب الأنصار من الإيمان، والحب في الله والبغض في الله كل ذلك من الإيمان، فالأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق.


الكلمات المفتاحية

الأنصار غزوة بدر صحابة النبي المدينة الأوس والخزرج

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled ورد أن رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا فَتَحَ حُنَيْنًا قَسَمَ الغَنَائِمَ، فأعْطَى المُؤَلَّفَةَ قُلُوبُهُمْ، فَبَلَغَهُ أنَّ الأنْصَ