سيدنا سعيد بن زيد رضي الله عنه، هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، فعن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف ، قال : قال النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم : «عشرة في الجنة : أبو بكر في الجنة ، وعمر في الجنة ، وعثمان في الجنة ، وعلي في الجنة ، والزبير في الجنة ، وطلحة في الجنة ، وابن عوف في الجنة ، وسعد بن أبي وقاص في الجنة ، وسعيد بن زيد في الجنة ، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة»، فلماذا جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم بين هؤلاء العشرة المبشرين؟.
من السباقين إلى الإسلام
كان رضي الله عنه من السباقين إلى الإسلام، بل جعله الله عز وجل سببًا رئيسيًا في إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد أسلم قبل أن يدخل النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم، وشهد المشاهد كلها بعد بدر مع النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، وشهد اليرموك وحصار دمشق وفتحها، وولاه عليها أبو عبيدة بن الجراح، كما كان سعيد بن زيد رضي الله عنه، قائد سلاح الفرسان.
وهو الذي أشار على خالد بن الوليد ببدء القتال في معركة أجنادين، وهو لم يهاجر إلى الحبشة، حيث كان من أشراف قريش وساداتهم، فلم يكن ليناله من العذاب ما ينال غيره من المستضعفين، لكنه كان وزوجته فاطمة -شقيقة عمر بن الخطاب- من المهاجرين الأولين إلى المدينة المنورة.
اقرأ أيضا:
أول من "وضع نظرية في الوحدانية" في الجاهلية.. هل تعرف قصته؟راويًا للحديث
وكان سيدنا سعيد بن زيد رضي الله عنه، من رواة الحديث، ويذكر أنه روى نحو 50 حديثًا، كما يروى أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أخبر بأنه من الشهداء، ويروى أيضًا أنه منذ أن أسلم سيدنا سعيد بن زيد رضي الله عنه لم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم وشارك في كل غزواته وأيامه.
إلا أنه في غزوة بدر كان قد أرسله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مهمة استطلاعية عن الأعداء فرجع منها بعد انتهاء الغزوة، فأحزنه ذلك أنه لم يشترك في هذه الغزوة الأولى مع رسول الله، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم طيَّب خاطره وضرب له بسهمه في الغزوة كمن اشترك فيها، فسأل سعيد النبي وقال: وأجري؟ قال: "وَأجرك"، لذلك اعتبر في عداد المجاهدين في بدر رغم أنه لم يشترك فيها.