الإنترنت ليس شخصًا معينًا لكنه مجموع ثقافات وضعها منظمو شبكة المعلومات الدولية يسمحون بما يريدون ويحجبون ما يريدون في الوقت الذي يحلو لهم وبهذا صارت شبكة المعلومات الدولية بقدر نفعها بقدر ضررها إن لم يحسن التعامل معها.
ولأن الأطفال في الغالب لا يعرفون الصالح لهم ولا ما ينفعهم كان الإنترنت لهم بمثابة خطر يمكن أن يضرهم في كل نواحي الحياة ويغير سلوكياتهم وأخلاقهم وربما عقائدهم وانتماءاتهم، وهم بذلك فريسة سهلة للشبكة الدولية يغريهم بالألعاب الإلكترونية وغيرها حتى يعتادوا المر ثم تكون النتائج التي في الغالب غير مبشرة ويصعب التخلص منها مع مرور الوقت.
وقد بين علماء الاجتماع خطر الإنترنت على سلوكيات الأطفال وصحتهم ونفسياتهم لاسيما مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي جعلت الطفل يعيش في عزلة تامة ولا يتحرك ويباشر الحياة ويعطي لها ويأخذ منها.
الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال:
ومن أبرز الآثار السلبية والتي ذكرتها الأمانة العلمية لإسلام ويب عن خطر وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال لا سيما ما يتعلق بهويتهم الاجتماعية، ما يلي:
- الانعزال داخل الأسرة والتفكك العائلي: لأنَّ الإنترنت والألعاب تشغل أغلب وقت الطفل، فتجعله منعزلًا عن الأسرة، بعيدًا عن التواصل مع والديه وأفراد أسرته أو أصحابه، مما يفقده بناء المهارات اللازمة للتفاعل مع الآخرين وعلى مستوى العلاقات الأسرية يكون الغياب الروحي والعاطفي بين أفراد الأسرة برغم الحضور الجسدي، حيث يمسك كل منهم بهاتفه في غفلة عمن يجلسون معه!
العزلة الاجتماعية:
حيث يعزز هذا الاستخدام المفرط للإنترنت القيم الفردية والميل للوحدة والعزلة للمراهقين والشباب بدلا من القيم الاجتماعية من التفاعل والنمو الاجتماعي والانفعالي الصحي الذي لا يقل أهمية عن النمو المعرفي وحب الاستطلاع والاستكشاف.
- تعدد المرجعيات : من أخطر السلبيات ما أنتجته هذه الوسائل من تعددية في الأطر المرجعية للسلوك، هذه الأطر التي يحكم بها الفرد على سلوكه بالقبول أو ضده، فمن أحادية الإطار - الأسرة والمجتمع المحلي - إلى تعددية الأطر - العالمية - ونتيجة لذلك لم يعد معيار القبول والرفض والخطأ والصواب للسلوك واضح لدى الشباب، حيث قد يقوم شاب بسلوك يستهجن من قبل مجتمعه المحلي، إلاَّ أنَّه يلقى له صدى وقبولا وتأييدا لدى أطر أو مرجعية أخرى من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وهذا يُفسر لنا جزئياً أسباب خروج بعض الأفراد على القيم ومعايير المجتمع.
- الخروج عن قيم المجتمع حيث سمحت وسائل التواصل الاجتماعي باستيراد نماذج من السلوك لا تتفق مع ثقافة المجتمع الدينية والاجتماعية، حيث فسحت المجال لبناء علاقات بين الجنسين بما يتعارض مع قيم ومعايير المجتمع، فالكثير من المراهقين يتحدون آليات الضبط الاجتماعي الأسري ويعقدون لقاءات مباشرة مع من تعرفوا إليهم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، غير مبالين بالعواقب المترتبة على مثل هذه اللقاءات المحظورة اجتماعياً.
معلومات خيالية:
كما أن استخدام الإنترنت يعرض الأطفال والمراهقين إلى مواد ومعلومات خيالية وغير واقعية مما يعيق تفكيرهم وتكيفهم وينمي بعض الأفكار غير العقلانية وخصوصا ما يتصل منها بنمط العلاقات الشخصية وأنماط الحياة والعادات والتقاليد السائدة في المجتمعات الاخرى.
- ومن أهم التأثيرات في مجال التربية انشغال الآباء والأمهات بوسائل التواصل، والذي جعلهم يقصرون في واجبهم تجاه أبنائهم وبناتهم في التربية والتوجيه، وفي المقابل انشغل الأبناء والبنات بوسائل التواصل وقصروا مع والديهم في البر والطاعة.