نعمة العافية من أعظم العطايا، والنعم، والدعاء بدوامها واستمرارها من أفضل الأدعية التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم على الدعاء بالعفو والعافية عندها؛ منها:
,كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الله العافية في دعائه بين السجدتين في الفرائض والنوافل، وذلك في دعائه بين السجدتين، فعن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَعَافِنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي)).
في الصباح والمساء: فمن السنة أن يسأل المسلم ربه العافية صباحًا ومساءً ثلاث مرات؛ فهذا ابن عمر رضي الله عنه يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ رَسُـولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَعُ هَـؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِي، وَحِينَ يُصْبِحُ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي، وَآمِنْ رَوْعَاتِي، وَاحْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي)).
والدعاء ((اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ))، تُعِيدُهَا ثَلاثًا حِينَ تُصْبِحُ وَثَلاثًا حِينَ تُمْسِي، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو بِهِنَّ فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ.
عند زيارة المقابر: قال بُرَيْدَة رضي الله عنه: ((كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُهُمْ إِذَا خَرَجُوا إِلَى الْمَقَابِرِ، فَكَانَ قَائِلُهُمْ يَقُولُ - فِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ -: السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ - وَفِي رِوَايَةِ زُهَيْرٍ -: السَّلَامُ عَلَيْكُـمْ أَهْـلَ الدِّيَـارِ مِنَ الْمُؤْمِنِيـنَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا، إِنْ شَاءَ اللهُ لَلَاحِقُـونَ، أَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُـمُ الْعَافِيَةَ)).
وكان النبي صلى الله عليه وسلم حين يصبِح وحتى يمسي لا يَفتر لسانُه عن سؤال العافيةَ، فكان صلى الله عليه وسلم يعلِّم المسلم إذا أوى إلى فراشه أن يقول: ((اللهُمَّ خَلَقْتَ نَفْسِي وَأَنْتَ تَوَفَّاهَا، لَكَ مَمَاتُهَا وَمَحْيَاهَا، إِنْ أَحْيَيْتَهَا فَاحْفَظْهَا، وَإِنْ أَمَتَّهَا فَاغْفِرْ لَهَا، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ))، وعندما يستيقظ صباحًا: ((إِذَا اسْتَيْقَـظَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَقُـلِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وَعَافَانِي فِي جَسَـدِي، وَأَذِنَ لِي بِذِكْرِهِ))، كـل ذلك من أجل أن لا نغفل عن أهمية الإكثار من سؤال الله العافية في الدنيا والآخرة.
بين الأذان والإقامة: فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُـولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((الدُّعَاءُ لَا يُرَدُّ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ))، قَالُوا: فَمَاذَا نَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ((سَلُوا اللَّهَ العَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ)).
اقرأ أيضا:
ليست كلها ضدك.. أسباب تحول بينك وبين استجابة الدعاء