مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
أقدر مشاعرك تمامًا، وأتفهم موقفك، ولكن لابد من المناقشة للمشكلة معك بكل صراحة ووضوح قد يكون قاسيًا أومؤلمًا لكنه واجب حتى يتضح كل شيء ويظهر البنور في نهاية هذا النفق المظلم، فالإرواء المتأخر لا يروي يا عزيزتي، نعم، نحن عندما نحاول تعويض عطشنا الشديد لري وتسديد احتياجنا للحب والاهتمام والقبول الذي لم نحصل عليه في الطفولة، فإننا لن نرتوي، فالعطش الشددي يدفعنا للتعويض، ومن ذا الذي يمكنه أن يعوض عطش عشرين عامًا مثلًا عشتها في إهمال أو جفاف عاطفي مع أسرتك ووالديك؟!
لست وحدك يا عزيزتي، هذا ما أود أن تعرفيه، فمعظم البيوت يعاني فيها الأبناء من الثانئي النكد، الجهل التربوي والنفسي، ومن ثم ننشأ عطشى هكذا للحب والاهتمام ونعتقد خطأ أن على الزوج/الزوجة أن يعوض ما فاتنا، وهذا خطأ، ولن يؤدي سوى لنتيجة عكسية وهي أن يشعر الشريك بالاجهاد والارهاق وعدم الكفاية مهما بذل، فينفض يديه تمامًا من كل شيء.
شعورك بالاستحقاق والحب لذاتك وقبولك لها وللواقع هو البداية يا عزيزتي، والعيش هنا والآن وليس في الماضي ولا المستقبل، وخوض رحلة تغيير للتخلص من اساءات الطفولة الوالدية، عندها سيتم استدعاء شخصية الراشد ونسختك الأفضل القوى والأكثر مرونة ونضج نفسي حتى يمكنك التعامل مع أحداث حياتك الزوجية المستجدة.
ما أراه يا عزيزتي أن اصلاح حياتك الزوجية ممكن لو تغيرت أنت، وتخيلت عن القيام بدور المنقذ أو الضحية، وصدقيني كل تغيير يحدث في أنفسنا يصل للآخرين، وبناء عليه تتغير ردود افعالهم واستجاباتهم، فهيا ولا تتقاعسي عن فعل هذا، ويمكنك تسهيل الطريق وتقصيره بطلب المساعدة النفسية المتخصصة من معالجة نفسية ودمت بكل خير ووعي وسكينة.