مرحبًا بك يا عزيزتي..
نخطيء كثيرًا عندما نعتقد أننا من الممكن أن نغير الآخرين، ونعيد برمجتهم، خاصة شركاء الحياة.
ولذا، فالزواج أساسه "القبول" ويعني أن أدرك مميزات وعيوب الشريك وأقبلها، وهذا ما لم تفعليه سابقًا، وعليك فعله الآن، إنه "القبول"!
كما أن الزواج معناه بعد القبول، "الانسجام"، وهذا ممكن على الرغم من اختلافنا عن بعضنا-وأعني الشريك- في الكثير من سمات الشخصية.
أنت تحتاجين إلى "قبول" زوجك، والاستمتاع بمميزاته، والتكيف مع ما ترينه عيوبًا، والتصديق في أنه لا يوجد شخص كامل، ولا علاقة مثالية، ولا أننا يجب أن نرتبط بشخص يعجبنا تمامًا، ويشبهنا تمامًا.
لا يساورني شك في أن 14 عامًا من حياة زوجية مع زوج وصفتيه بـ "المخلص" وأب وصفتيه بـ "الحنون" لا يمكن أن تتغلب على ملل بيتوتيته وتقليديته، وحسن استثمارها.
لا يساورني شك في أنك تحبين زوجك، ووالد أطفالك، وهو ما يجب فقط أن تصدقيه، ولا تصدقي الصوت الآخر الذي يقول لك أنك تعيشين من أجل الأولاد.
هذا الصوت الذي يخدعك ويعكر عليك صفو حياتك مع زوجك، ويوهمك أنك شمعة تحترق، وأنك ضحية، ومضحية، ومن أجل الأطفال، بينما الأفضل لهم بالمناسبة وبحسب الدراسات والأبحاث أن يعيشوا في ظل أبوين مطلقين، لا كارهين لبعضهم تحت سقف واحد، هكذا أثبتت التجارب والأبحاث والمشاهدات في التأثير السلبي على الأطفال من يعيشون مع أبوين غير متحابين، لذا فإن كنت تعتقدين أنك تفعلين خيرًا لأطفالك فهذا محض وهم وخداع.
تحتاجين يا عزيزتي أن تصدقي أنك اخترت اختيارات بكامل إرادتك، واتخذت بالفعل قرارات مصيرية، خطيرة، في حياتك على مدار 14 عامًا وهي الزواج من شخص مخلص لم يخدعك قبل الزواج ولا بعده، وأنك أنجبت 3 أطفال، وأنك مسئولة عن قراراتك وتبعاتها، وعليك أدوار مهمة يجب أن تؤديها، ولن يفعلها آخرين نيابة عنك.
تحتاجين يا عزيزتي إلى احتواء زوجك كأنثى، والقيام بدورك، وطلب احتياجاتك منه التي لا يعرفها، واشباع ما ليس في استطاعته من دوائر أخرى آمنة كالأهل والأصدقاء والأنشطة والاهتمامات والهوايات.
تحتاجين يا عزيزتي للقبول والانسجام والتكيف والاحتواء وذكاء عاطفي، وتفكير بشكل حكيم يحافظ على بناء عمره 14 عامًا، يحتاج إلى المزيد من العمل والاجتهاد ليرسخ وينمو فتسعدي به، وبنفسك.
عزيزتي، ما لم تفعليه في أثناء الخطوبة وبدايات الزواج ستفعلينه الآن لأن الأمر يستحق، ولأنه هذا هو الحل، وفي هذا مصلحتك وأسرتك.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.