يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: «وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» (الأعراف 180).


ومن أبرز الأسماء التي ذكرت في القرآن الكريم، هو اسم الله المجيد، فالله سبحانه وتعالى هو المجيد ، والمجيد على وزن فعيل تصلح لاسم الفاعل واسم المفعول معًا ، فهو الماجد بمعنى أنه المتعالي ، بمعنى أنه صاحب المجد المطلق ، بمعنى أنه سبحانه وتعالى هو الكبير.

وأيضا الممجَّد لأنه يجب علينا أن نصفه بالمجد وبالفخار ويجب علينا أن نصفه بالعلو ، ويجب علينا أن نصفه بالكبر ، لذلك يقول المسلم في صلاته الله أكبر ، فهو أكبر من كل شيء ، أكبر من كل أحد ومن كل هم ومن كل مشكلة مهما كانت.

اسم جامع

والمجيد، اسم جامع، يجمع معنى الجليل ، والوهاب ، والكريم ، والعظيم ، والوهاب والكريم، والمجد والمروءة والكرم ، والسخاء والشرف ، والفخر والحسب ، والعزة والرفعة ، قال تعالى : « قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ » (هود:73)، وقال أيضًا سبحانه وتعالى : «ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ » (البروج:15-16)، وكأنه حينما يريد الجمع بين أكثر من أسم من أسمائه التي تتحدث عن عظمته، فإنه يأتي باسم المجيد ليستعيض به عن الباقي.

لذا فإن من تمام عبودية العبد لربه أن يعرفه باسمه المجيد، وأن يعظمه بقلبه ولسانه وجوارحه، وأن يعبده بمقتضى هذا الاسم الكريم، وكان رسول اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوعِ قال: «ربنا لك الحمدُ، مِلْءَ السَّمواتِ والأرضِ، ومِلْءَ ما شِئتَ مِن شيءٍ بعدُ، أهلَ الثَّناءِ والمجدِ، أحقُّ ما قال العبدُ، وكلُّنا لك عبدٌ، اللهمَّ لا مانعَ لِما أعطَيتَ، ولا مُعطيَ لِما منَعتَ، ولا ينفَعُ ذا الجَدِّ منك الجَدُّ».

اقرأ أيضا:

تشهد لله بالوحدانية.. هذه بشرى النبي لخروجك من القبر

الحميد المجيد

وأما في اقتران الله اسميه المجيد مع الحميد، إنما لبيان أنه محمود على مجده وعظمته وكمال صفاته، فمن أعظم ما يعظم به المرء ربه، هو تلاوة كتابه آناء الليل وأطراف النهار، فإنه لا أحد يحصي الثناء عليه، والتمجيد له، كما أثنى هو على نفسه.

في الحديث القدسي، يقول رب العزة: «قال الله تعالى: قَسَمتُ الصلاةَ بيني وبين عبدي نِصْفَين؛ ولعبدي ما سَأل، فإذا قال العبد: (الحمدُ للهِ ربِّ العَالمين)، قال الله تعالى: حَمَدني عبدي، وإذا قال: (الرَّحْمَن الرَّحِيم)، قال الله تعالى: أثْنى عليَّ عبدي، وإذا قال: (مالك يوم الدين)، قال: مجَّدني عبدي…»، ثم ذكره وتسبيحه وتحميده، وتكبيره وتهليله، وما يلتحق بها من الحوقلة والبسملة والحسبلة، والاستغفار، والدعاء بخيري الدنيا والآخرة.