مرحبًا بك يا عزيزتي..
من حقك القلق على ابنتك، سوء الاختيار هو المسئول رقم "1" عن معظم حالات الطلاق، أو الاستمرار في زيجة تعسة وما ينجم عنها من حياة مكدرة، وأمراض نفسجسدية.
وابنتك وكل البنات في المرحلة العمرية هذه لابد من مصاحبتهم، فكوني صديقة لابنتك، فلم تعد الطفلة التي لابد أن "تسمع الكلام"، إلخ طرق الامهات الخاطئة في التعامل فتاة على عتبات الرشد وتحمل المسئولية.
عزيزتي، بقدر نضج الفتاة وارتفاع مستوى الوعي لديها ستحسن الاختيار، وجزء من هذا يأتي بالتثقيف لنفسها، وتوسيع دوائر علاقاتها، واهتماماتها، والقرب من نفسها، ورعايتها لها، وحبها وتقديرها لنفسها، مما يحميها من أي استغلال أو لعب على وتر العاطفة والمشاعر.
لابد أن تتعلم ابنتك عن نفسها، ومشاعرها، وتتلامس معها، وتعرف كيف تتعامل معها، وتتعلم عن العلاقة الزوجية ومعناها، ومعنى الحب، وكيف تدير مشاعرها، ومعنى الرجولة، ونفسية الرجل، هذا كله يدخل في باب التثقيف و"الشغل على نفسها".
هذه هي صمامات الأمان والحماية لحسن الاختيار يا عزيزتي، وهناك العديد من الدورات والورش الخاصة بالاتزان النفسي، والنمو والنضج النفسي، ومعرفة الذات والاستبصار بها، هذه كلها مهمة، وتمهد الطريق لانضاج الشخصية واتزانها، ومن ثم حسن اختيارها لشريك حياتها.
وأخيرًا، الشاب المناسب للزواج لابد أن تتوافر فيه وأسرته عدد من التكافؤات المهمة، كالتكافؤ الثقافي والاجتماعي والاقتصادي ودرجة التدين، والسمعة الطيبة، والاستقرار المهني، والاجتماعي، ومؤشرات نفسية جيدة أيضًا تشير لنفسية متزنة وطرق تفكير صحية، لأن حقيقة الحالة النفسية لا يمكن معرفتها إلا بالمعاشرة لفترات طويلة وعن قرب، لذا قلت "مؤشرات" لأن الحقيقة كاملة من الصعب التأكد منها قبل الزواج.
هيا يا عزيزتي ابدئي في "تأهيل" ابنتك للزواج هكذا، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.