مع قدوم فصل الصيف، يزداد العرق والروائح الكريهة من البعض، والإسلام عني عناية تامة بالنظافة، فالمسلم يجب أن يكون في كل أحواله نظيفًا، ولا يجوز بأي شكل تبرير عدم الاستحمام، بأية حجة من الحجج، وهو أمر لا يليق، خصوصًا أنه لا أحد يشتري الماء ليغتسل.

عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «حق على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يومًا يغسل فيه رأسه وجسده»، فضلا عن أن الإسلام يلزم المسلم بالوضوء 5 مرات في اليوم، وبالتالي فإن هذه الأمور تمنع الروائح الكريهة.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: «لا يبقى من درنه شيء»، قال: «فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا»، وكأن الوضوء يمنح الفضليين (التخلص من العرق والنظافة من الذنوب).

أذى الناس

فإن الرائحة الكريهة تؤذي الناس، خصوصًا في المواصلات ومع ارتفاع درجات الحرارة في وسط النهار، واعلم أيضًا أن ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺗﺘﺄﺫﻯ ﻣﻤﺎ ﻳﺘﺄﺫﻯ ﻣﻨﻪ ﺑﻨﻮ ﺁﺩﻡ، ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ، ﻭﻳﺤﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮﻟﻪ صلى الله عليه وسلم: «ﻏُﺴﻞ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ واجب ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺤﺘﻠﻢ».

عن أم المؤمنين ﻋﺎﺋﺸﺔ رضي الله عنها، ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ: «ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻨﺘﺎﺑﻮﻥ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻟﻲ، ﻓﻴﺄﺗﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺀ، ﻭﻳﺼﻴﺒﻬﻢ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ، ﻓﺘﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺮﻳﺢ، ﻓﺄﺗﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ صلى الله عليه وسلم، ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﻋﻨﺪﻱ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ صلى الله عليه وسلم: «ﻟﻮ ﺃﻧﻜﻢ ﺗﻄﻬﺮﺗﻢ ﻟﻴﻮﻣﻜﻢ ﻫﺬﺍ!»، ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺑﻪ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻛﺮﻳﻬﺔ ﻳﺘﺄﺫﻯ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﺎﻟﻐﺴﻞ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﺳﻨﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻤﻦ ﻳﺸﻬﺪ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ، ولذا ﻟﻤﺎ ﺳﺄﻝ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﻋﻤﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﺴﻞ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ: «ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ مهَنَة ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺇﺫﺍ ﺭﺍﺣﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺭﺍﺣﻮﺍ ﻓﻲ ﻫﻴﺌﺘﻬﻢ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻬﻢ: «ﻟﻮ ﺍﻏﺘﺴﻠﺘﻢ».

اقرأ أيضا:

والله يريد أن يتوب عليكم.. فلماذا تتهرب من التوبة؟

الإكثار من الوضوء 

أكثر من الوضوء في الصيف، فإن مائه خفيف على البدن، وينعش الإنسان من الحر، فضلا عن أنه أيضًا ينزل معه الذنوب، قال تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا » (المائدة: 6).

روى مسلم عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا توضأ العبدُ المسلم - أو المؤمن - فغسل وجهه، خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء، أو مع آخر قَطْر الماء، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطَشَتْها يداه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رِجليه خرجت كل خطيئة مشَتْها رِجلاه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، حتى يخرج نقيًّا من الذنوب».