مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك، أقدر مشاعرك وأتفهم موقفك تمامًا، فمن المصائب الاجتماعية التي ابتليت بها مجتمعاتنا بسبب قلة أو انعدام الوعي والنضج النفسي الاعتقاد بأن الطلاق العاطفي لا يؤثر على الأبناء، وأن كلا من الزوجين عليه أن يضحي في حال فشل علاقته الزوجية، ويبقى حرصًا على شكل الأسرة وكيانها و"تربية العيال"، والحقيقة أن بقاء الميت بدون دفنه بلاشك يتسبب في أضرار جسيمة .
بيتكم الميت هذا يا عزيزتي بهذه الأسرة المضطربة لابد أن يتسبب فيما تعانين منه وعبرت عنه.
الجرم العظيم الذي يحدث من بقاء علاقة ميتة هكذا كالخشب المسندة هو وصول معنى مشوه للأبناء عن العلاقات عمومًا والعلاقة الزوجية خصوصًا، وأنه من الممكن أن نعيش هكذا وأنه لاشيء في هذا!
تشوه العلاقات هكذا يشوه الشخصيات، والأفكار، والمشاعر ويجعلها مضطربة، متقلبة.
التربية في بيت كهذا ينتج شخصية مشوشة، غير واعية بحدودها الجسدية ، والنفسية، والذهنية، وغير قادرة على حمايتها.
وهذا كله ما حدث معك، وأنت يا عزيزتي غير مسئولة عما حدث ، لا عن زيجة والديك، ولا فشلها، ولا البقاء في أسرة الخشب المسندة، لكنك مسئولة عن "التعافي" من آثار هذا كله الذي حدث.
ابق على بر والديك، فليس من حقك محاسبتهم ولا محاكمتهم على ما فعلوا، وليس مطلوبًا منك محبتهم رغمًا عنك، وهذا أيضًا لا يتعارض مع إنقاذك لنفسك، وهو ما لن يتم بالهرب، ولا ترك الحياة معهم، فأغلب من يقعن في زيجات فاشلة وغير مناسبة كانت هذه الرغبة هي دافعهم للارتباط بشخص غير مناسب، وتوهم أنه مناسب فقط ليهربن من حجيم بيت الأسرة، وهنا شكل من أشكال الخطورة الناتجة عن هذا التفكير بدون تعافي.
تعافيك ممكن، وليس صعبًا، لو توافرت لديك الارادة، والرغبة الآكدة وطلبت المساعدة النفسية المتخصصة، وبهذا تكونين قد بدأت السير في الطريق الصحيح لاستنقاذ نفسك، وحصول الاستبصار والكبران النفسي، والحصول على الوعي بذاتك وعلاقاتك وحياتك.
هذا ما أنت بحاجة إليه يا عزيزتي، فلا تترددي أبدًا، وابدأي الآن وفورًا.
ودمت بل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
الزواج ليس نهاية الحكاية .. 7 أشياء يبحث عنها الرجل في المرأةاقرأ أيضا:
قواعد الحزن السبعة.. هكذا تواجهها