دعا الإسلام الحنيف لأن يكوم المؤمن شجاعا قويا مقداما ولا يكون جبانا سلبيا في مواقفه لكن ليس معنى هذا الاعتداء والتجبر فمن المفاهيم الخاطئة أن يفهم البعض أن الشديد بقوته وسطوته لذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الشديد من يملك نفسه عند الغضب، فعن أبي هُريرة رضي الله ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: (ليس الشَّديد بالصُّرعة ، إنما الشَّديد الذي يَملك نفسه عند الغضب) رواه البخاري ومسلم.
الغضب داء عظيم:
وقد دعا القرآن الكريم إلى كظم الغيظ وعدم إنفاذه قال تعالى:" الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" كما حرص النبي صلى الله عليه وسلم على دعوة أصحابه بضبط النفس وامتلاك الأعصاب حتى لا يقع في الخطأ ويكون مدية في أيدي الشيطان، فمن هذه الوصايا ما روى أبو هريرة رضي الله أنَّ رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (أوصني قال: لا تغضب فردَّد مرارا، قال: لا تغضب) رواه البخاري.
وفي لفظ عند الترمذي : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال: (يا رسول الله علمني شيئا ولا تكثر علي لعلِّي أعيه، قال: لا تغضب، فردد ذلك مرارا كل ذلك يقول:(لا تغضب).
علاج الغضب:
ولعلاج الغضب وسائل شرعية رائعة تمتص الغضب من النفس وتعيد المسلم لوقاره ورشده حتى لا يتحكم فيه الشيطان من هذا ما يلي:
ـ التعوذ بالله من الشيطان:كما في رواية سليمانَ بن صُرَد رضي الله عنه قال: (استبَّ رجلان عند النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسبُّ صاحبهُ مغضباً قد احمرَّ وجهُه، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: إني لأعلم كلمةً لو قالها لذهبَ عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشَّيطان الرجيم، فقالوا للرجل: ألا تسمعُ ما يقول النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: إني لست بِمجنون) رواه البخاري ومسلم.
ـ ومنها الصمت والسكوت لما روى ابن عباس رضي الله عنهما عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: (إذا غضب أحدكم فليسكت، قالها ثلاثا) رواه أحمد.
ـ ومنها الجلوس والاضطباع عند حدوث الغضب لما روى أبو ذر رضي الله عنه أنَّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: (إذا غضب أحدكم وهو قائِم ، فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع) رواه أبو داود.