مرحبًا بك يا عزيزي..
أشعر بك وأقدر مشاعرك الأوبةي الدافئة والحريصة على الأبناء.
وعلى الرغم من أنك لم تذكر تفاصيل عن حالة أولادك واستقلالهم المادي، ومشاعرهم تجاه الزواج، وفكرتهم عنه كعلاقة، ووضعهم المهني، وطبيعة مهنهم، حتى يمكن التعرف على أسباب التأخر واللامبالاة به، إلا أنه يمكن الحديث في الأمر بشكل عام كالتالي، فمن الصعب أن نتحدث عن الزواج ونظمه بأثر رجعي، فهو يتأثر كغيره بسمة العصر، وتغير الأزمنة، فالشباب والبنات الآن ليسوا كما السابق، فهم غالبًا يدخلون الحياة العملية بعد عمر الـ 22 عامًا، وليس كل الشباب يساعده الأهل ماديًا ليتزوج ومن ثم قد يمكث لأعوام تالية في التجهز ماديًا للزواج، وكذلك الفتيات يعملن ويأسسن لمستقبل مهني.
لذا علينا أن نأخذ هذا في الاعتبار، ولا نعتبر هذا خصمًا من حياة الشباب والفتيات، فالحياة العملية تعطي خبرة للشخص في التعامل مع ظروف الحياة والناس مع التغيرات التي حدثت فيها، ومن ثم تمنحهم المزيد من النضج اللازم للحياة والعلاقة الزوجية، وتحمل المسئولية.
لذا يجب تغيير التصورات والنظرة لتأخير سن الزواج، فإشباع الرغبة الجنسية والإعفاف المبكر قد يصاحبه بسبب عدم النضج، سوء الاختيار، وعدم تحمل المسئولية ومن ثم طلاق مبكر!
لذا فأمر الزواج والاقبال عليه لابد أن يرتبط بتطور الشخصية ونضجها وتحمل المسؤولية والتعامل مع الضغوطات والاختلافات.
فلا تقلق يا عزيزي، مادامت أسباب الأبناء لهذا التأخر وجيهة، ومعتبرة، وليس الدافع لها مرضي سواء جسديًا أو نفسيًا، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.