غالبا ما يتزوج الرجال من يحببن من النساء .. ومع الحياة العملية ربما تتبدل المشاعر ينشغل كل منهما بحاجاته وأعماله، وهذا بلا شك يضعف رابط الحب والود بين الزوجين، وهو ما يكثر من مساحة الخلاف.
البوح بالحب بين الزوجين .. خلق نبوي:
والحب بين الزوجين والبوح به ليس من نوافل الأمور بل من أهم الأشياء لدوام العلاقة الزوجية بحب وود وتفاهم، ولهذا اهتم الإسلام به وشجع عليه حتى ينتشر الحب بين الزوجين تكثر الألفة وتقل الخلافات. ومما يبين حرص النبي صلى الله عليه وسلم على اهمية الحب بين الزوجين ما يلي:
مدح النبي لزوجته:
مدحه لزوجاته ، فكان يمتدح عائشة ويقول: (فضل عائشةَ على النساء كفضل الثريدِ على سائر الطعام)[متفق عليه].
تبشير الزوجة بما يسرها:
أيضا من صور اهتمام الرسول بالحب بين الزوجين أنه كان يبشرهن بالمسرات فقد روى البخاري بإسناده إلى عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً: (يا عائشُ! هذا جبريل يقرئك السلام، فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته...)، وسأَلَته يوما: (يا رسول الله من من أزواجك في الجنة؟ قال: أما إنك منهن؟)[رواه الحاكم وصححه].
وفي الحديث جاء في الصحيح أن عمرو بن العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله: (أيُّ النَّاسِ أحَبُّ إلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ، فَقُلتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قال أبوها)[البخاري].
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشجع على هذا الخلق فقد جاءته فاطمة ابنته يوما فقالت: يا رسول الله! إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة... فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أي بنية! ألست تحبين ما أحب؟ فقالت: بلى. قال: فأحبي هذه)[رواه مسلم].
وسائل تقوية الحب بين الزوجين:
ولكي تكسب ود زوجتك وتكسب قلبها عليك بما يجلب لك هذا بحسن العشرة ولين الجانب وطيب الأخلاق وسماحة النفس ومشاركتها ومؤانستها وحسن العشرة بينكما وتلبية طلباتها وإطعامها في الصحيحين وغيرهما أنه صلى الله عليه وسلم قال لسعد بن أبي وقاص: (إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى ما تجعل في فم امرأتك).
الترويح عن الزوجة:
أيضا الترفيه عنها بالخروج للمتنزهات أو أي وسيلة مشروع كالمسابقة مثلا؛ فقد أخرج أبوداودَ، والنسائيُّ عن أمِّ المؤمنينَ عائشةَ رضي الله عنها قالت: خرجتُ معَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأنا خفيفةُ اللحمِ فنزلْنَا منزلًا فقالَ لأصحابِهِ: (تَقدَّمُوا) ثمَّ قالَ لي: (تعالي حتى أسابِقَكِ فسَابَقَنِي فَسَبقْتُهُ)، ثم خرجتُ معَه في سفرٍ آخرَ، وقد حملتُ اللحمَ فنزلْنَا منزلًا فقالَ لأصحابِه: (تَقدَّمُوا) ثم قال لي: (تعالي أُسَابِقَكِ) فسابَقَنِي فسَبَقَنِي فضربَ بيدِهِ كَتِفِي وقالَ: (هذهِ بتلك).
ملاطفة الزوجة ومداعبتها:
ومن الوسائل أيضا ملاطفتها والصبر عليها وعدم التأفف منها فعن عائشة قالت: (كنت أشرب وأنا حائض، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم، فيضع فاه على موضع في، فيشرب.. وأتعرق العِرق، وأنا حائض، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع في).[رواه مسلم].