مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
عجيب أمر والدتك، وعلاقتها بك.
لم تذكري شيئًا عن علاقتك بها في الطفولة، ووالدك، وماذا عن علاقتها ببقية اخواتك، وما تخمينك لدوافعها وراء هذه المعاملة، من خلال سماتها الشخصية، وحياتكم منذ القديم وأثناء حياة والدك.
هناك خلل ما واضح لدى والدتك، خصوصًا في ردها بأنها "تحب التنكيد عليك"، وبالضرورة هناك دوافع وراء هذا السلوك، غير الناضج، وغير السوي، وغير المناسب مع مرحلتها العمرية وأمومتها، فهو سلوك طفولي للغاية.
لم تذكري شيئًا أيضًا عن دراستك، وعملك، وهواياتك، وأصدقائك، وبقية دوائر حياتك، وأخشى ألا يكون لديك شيئًا من هذا، ومن ثم فأنت مسجونة في هذا البيت وههذ المعاملة الوالدية المسيئة وفقط وغارقة في المعاناة.
أما الزواج فلابد أن يتولى أحد غير والدتك مقابلة العرسان، عم، خال، أخ، أخت، ممن تزوجوا، ويكون رأس والدتك استشاري، فوالدتك بالطبع تحتاج إلى تعافي نفسي مما تفعله، من تصرفات غير مسئولة أو ناضجة معك، وواجبك تجاه نفسك هو عدم السماح بالأذى، والتفكير في وقفه بكل وسيلة مشروعه وبرها في الوقت نفسه وفق استطاعتك.
أهرف أن الأمر صعب، ولكنه ممكن، وهو واجبك تجاه نفسك، وتجاهها كأم، مهما أساءت هي أحسني أنت، وليس معنى الاحسان أن تسمحي بأذيتها لك، وإنما طيب الكلام والفعل معها وفقط، ولا بأس أن تعبري لها عن ضيقك من هذا الوضع، وأنتك تحبيها، فهي والدتك، وأنك تقدريها وتحترميها، ثم تسأليها عما يغضبها منك لتفعل هذا كله، فهذا التعبير عن مشاعرك، وكلامك معها بصراحة ربما يؤثر فيها، فتعيد النظر فيما تفعله وتكف ولو تدريجيًا، وعند الأذى تعلمي أن ترفضي وتقولي "لا" بأدب، وهدوء، وحزم، وعندما تلاحظ تغييرك ستتتغير بالتأكيد ولو تدريجيًا أيضًا.
وأخيرًا أرى أنه من الضروري أن تتواصلي مع استشارية نفسية لتتعافي من آثار العلاقة الوالدية المسيئة، ووتعلمي كيفية التعامل مشاعرك، ونفسك، ولا تكوني أنت ووالدتك سببًا في حدوث أضرار نفسية لك على المدى الطويل.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.