معلوم أن السرقة هو أن يأخذ المرء ما لا يحل له من غيره خلسة من حرز .. وهذا المعنى صحيح عند الفقهاء غير أن هناك انواع وأشكال كثيرة للسرقات.
أنواع السرقات:
والسرقة بمعناها الشرعي هو ما مر وله شروطها التي بينها الفقهاء لمن يقع فيها حتى يقام عليه الحد..
لكن الأمر لا يقتر على هذا فحسب بل هناك سرقات كثيرة يقع فيها المرء وتجلب له الشقاء والتعاسة وتقلل من حسناته وتضاعف سيئاته وتورثه ظلمة في القلب وإن كان لا يقام عليها الحد.
أسوأ أنواع السرقات:
ومن أسوأ أنواع السرقات من يسرق من ثوابه، من يسرق من طاعته لاسيما الصلاة ففي الحديث أن من يسرق من صلاته هو أسوأ الناس سرقة روى الإمام أحمد وغيره، عن أبي قتادة -رضي الله عنه- قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسوأ الناس سرقة، الذي يسرق من صلاته: لا يتم ركوعها ولا سجودها، ولا خشوعها. وهو حديث صحيح. قال عنه الحاكم: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي وجود إسناده المنذري.
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم فيه وبلغة عجيبة حقيقة السرقة؛ فالسرقة نوعان: نوع متعارف عليه، ونوع غير متعارف عليه، فنبه على الثاني، وأنه أسوأ من الأول.
وحاصل معنى الحديث: أن المصلي قد يصلي ولكنه لا يطمئن في صلاته، فيخل بالركوع والسجود، أو لا يلقي لها بالاً فيخون تلك الأمانة ويسرق حق نفسه، فلا يحصل له الخشوع الذي هو روح الصلاة، فيخرج من صلاته وجوارحه لم تتأثر.
ولا أدل على ذلك مما نراه من كثير من المصلين أنهم يسيئون في معاملاتهم مع الناس ومع أهليهم وأولادهم، وفي أعمالهم، وذلك لأن قلوبهم وجوارحهم لم تخالطها بشاشة ولذة مناجاة الله في الصلاة، ولو كانوا كذلك، لغير الله من أحوالهم.