لعلك وأنت تشاهد شاب في عمر ابنك يهزي من أثار إدمان المخدرات، تصيبك علامات الخوف على ابنك الذي قارب على سن المراهقة، وتفكر ماهي الخطوات والنصائح التي ممكن ان تقولها لابنك لتقيه شر هذه الوباء.
فالمشهد صعب حينما ترى شابا كان قويًا فتيًا مرحًا مقبلًا على حياته حريصًا على ما ينفعه، وإذا دخلت المسجد ربما وجدته قد سبقك إليه، وكانت أخلاقه كأنها أخلاق الملائكة، ثم تراه وقد طمست المخدرات هذه البراءة الملائكية، ودمرت رقته ورهافة حسه، فأصبح مثل ورقة شجر تتلاعب بها الرياح، بعدما تغيَّر حاله! ما للونه قد شحب ووجهه قد ذبل وبريق عينيه قد خبا! يبكي كل من رآه حسرة عليه وأسى؟! فهجر الدراسة، وخشن صوته، ونفر منه زملاؤه بعد أن كانوا يتمنون مصاحبته، منذ أن عرف طريق المخدرات، وقد أدمن على المسكرات.
كيف يتصرف المسلم خوفا على ابنه، وهو يرى كل يوم يضيع مثله شباب كثيرون من شباب المسلمين، حتى أصبح شباب المسلمين "غثاء كغثاء السيل" كما قالها رسول الله صلى الله عليه وسلـم.
اقرأ أيضا:
ليس للنوم فقط.. أفضل طريقة للاستمتاع بيوم الإجازةنصائح مهمة
دأب أعداء المسلمين على تدمير الشباب المسلم بكل الوسائل، من خلال الملهيات والمغريات والمسكرات والمخدرات التي تغيِّب العقل وتطمس القلب وتصد عن ذكر الله وتفصل المرء عن ربه وتعزل المسلم عن إسلامه.
وأصبحت التوافه وسفاسف الأمور هي ما يسيطر على عقول الشباب المسلم، نتيجة هذه الأفكار المستوردة، عبر "الانترنت" والفضائيات والإباحيات، والأزياء والموضات والعري ولفت الأنظار، بالهواتف والشاشات وتقنيات الرفاهية ومواقع التواصل.
فإذا انشغل المسلمون بالتوافه انتشرت بينهم الأمية، وصار الطريق ممهدًا لضرب الإسلام وأصحابه، بعد السيطرة على عقول المسلمين وأبدانهم، بالمسكرات والمخدرات بمختلف أنواعها وصورها، وإهدار الطاقات وتضييع الشباب.
والمسلم قوته في كمال عقله ودينه، وتدمير للأبدان وضمور للعقول، فإن قال نبينا -صلى الله عليه وسلـم-: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف" (مسلم)، ولكن بالمخدرات يصير ضعيفًا؛ ضعيف الدين وواهن العقل وهش الجسد.
فلن تجد آفة ولا مصيبة ولا فاقرة تصنع بالشباب مثلما تصنع المخدرات؛ فهي توقع العداوة، وتنشر البغضاء، توهن الجسد وتضعف العقل، تضييع المستقبل وتدمر الحاضر.
يقول الله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) [المائدة: 90-91].
لذلك يجب أولا: الإنصات إليهم، ومنحهم وقتا واهتماما بدون أي تشتيت.
ثانيا: الإطراء عليهم. الأبناء الذين يتلقون مشاعر الحنان، يقل احتمال تعاطيهم المخدرات بمقدار خمس مرات عن غيرهم.
ثالثا: معرفة ما يفعله الأبناء. يقل احتمال تعاطي المراهقين بنسبة 20%، عندما يكون الوالدان على معرفة بأماكن وجودهم.
رابعا: تعزيز قدرتهم على اتخاذ القرار الخاص بهم ولا نتسرع فى الحكم عليه ونناقشهم فى المفاهيم المغلوطة
خامسا: السعى لأن نكون قدوة حسنة لهم والبعد عن الاختلاف والسب والإهانة لهم وأمامهم .