يسأل أحدهم: هل الشخر.. ينجس الفم 40 يومًا؟.
للأسف هذا الأمر بات ظاهرة بين الشباب هذه الأيام، وعليه فعلى كل شاب أو يراعي ربه في هذا الأمر، ويتراجع عما يغضب ربه، وألا يقع في فعل شنيع لا يميزه عن غير المسلم، بل لا يميزه عن غير البشر، لذا علينا جميعًا أن نعلم أن الشخر لا ينجس الفم، ولا ينقض الوضوء، والصلاة بعد فعله صحيحة.. لكنه فعل قبيح مذموم، ما سمعناه إلا من أفواه الفُسّاق!.
ومن ثمّ فإنه كل ما صار شعارا لأهل الفسق والعصاة لا يجوز فعله، لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: «من تشبه بقوم فهو منهم». وقد تعارف أهل هذا الزمن فيما بينهم بأن هذا الفعل شئ قبيح لا يفعله إلا من اشتهر بسوء خلقه، فهو يُعد من إضاعة المروءة بحسب العرف السائد.
الأمم السابقة
ويروى أن (الشخر) ظهر في الأمم السابقة في شكل اعتراض على أمر ما، إلا أنه ارتبط بأهل الفسق والفجور، فكيف بنا الآن، ونحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم، صاحب أعظم الخلق، أن نعيد مثل هذه الأمور إلى مسامعنا، وكأننا نتبع سنن من كانوا قبلنا كما حذرنا نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، فعن أبي سعيد رضي الله عنه، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُم شِبْرًا بشبْر، وذراعًا بذراع، حتَّى لو سَلَكُوا جُحْر ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ»، قلنا: يا رسول الله؛ اليهودُ والنَّصارى؟ قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «فَمَن؟!».
إذ يروى أنه في سيرة ابن هشام "لما سئل النجاشي المسلمين عن قولهم في عيسى ابن مريم وقال جعفر بن أبي طالب للنجاشي أنه عبد الله ورسوله فضرب النجاشي بيده إلى الأرض فأخذ منها عودًا، ثم قال: والله ما عدا عيسى ابن مريم ما قلت هذا العود، قالت: فتناخرت بطارقته حوله حين قال ما قال، فقال: وإن نخرتم وإن نخرتم والله، اذهبوا فأنتم سيوم بأرضي".
اقرأ أيضا:
رحمة الله سبقت غضبه .. ما معنى هذا؟أفعال ممقوتة
أيضًا مما يدل على أن هذا الفعل ممقوتًا، ما جاء في تاريخ الطبري: "وبعد قراءة كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم... أمر هرقل ببطارقة الروم فجمعوا له في دسكرة وأمر بها فأُغلِقَت أبوابها عليهم ثم اطلع عليهم من علية له وخافهم على نفسه وقال يا معشر الروم إني قد جمعتكم لخير إنه قد أتاني كتاب هذا الرجل يدعوني إلى دينه وإنه والله للنبي الذي كنا ننتظره ونجده في كتبنا فهلموا فلنتبعه ونصدقه فتسلم لنا دنيانا وآخرتنا؛ قال فنخروا نخرة رجل واحد ثم ابتدروا أبواب الدسكرة ليخرجوا منها فوجدوها قد أغلقت فقال كروهم علي وخافهم على نفسه، فقال يا معشر الروم إني قد قلت لكم المقالة التي قلت لأنظر كيف صلابتكم على دينكم لهذا الأمر الذي قد حدث وقد رأيت منكم الذي أسر به؛ فوقعوا له سجدًا وأمر بأبواب الدسكرة ففتحت لهم فانطلقوا".