مرحبًا بك يا عزيزي..
قلبي معك.
أقدر مشاعرك وتعسر موقفك وارتباكك الذي يفرضه عليك الموقف الضاغط الذي تمر به، والذي ليس من ضمن حلوله وعلاجه أبدًا التفكير في الانتحار.
كثير ما تدفع مثل هذه الضغوط النفسية الشديدة يا عزيزي للدخول في حائط يد، والشعور بالاحباط الشديد، ورؤية الظلام والسواد في العالم من حولك فحسب، أتفهم هذا جيدًا.
وهنا، إما أن تستسلم، وتعتقد أن "الهرب" هو الحل، فتهرب من أسرتك مثلًا، أو من وطنك، أو من الحياة بأسرها!
والحقيقة أن الهرب أيًا كان نوعه، وشكله، وتوقيته، ليس حلًا، وليس مخرجًا، ومن يعتمده حلًا يغرق في المزيد من المعاناة والتعثر والتخبط والتعطل في حياته.
لست وحدك!
هذه أول حقيقة لابد أن تصدق فيها.
نعم لست وحدك من يمر بفشل، واحباط، هناك ملايين يمرون بهذا في اللحظة نفسها وقبلها وبعدها.
أنت محتاج بعد تصديق هذا، أن تفتش في ماضيك وطفولتك والأحداث التي أدت للرسوب في الثانوية العامة، فأنت لم تتحدث عن هذا نهائيًا على أهميته.
لا يوجد "حدث" بدون "ظروف" و"طريقة تفكير" و "أحداث تزامنة"، و"علاقات مؤذية أو داعمة" وقت وقوع هذا الحدث.
ولا "حدث" بدون "ماضي" ، فماذا عن هذا كله بالنسبة لحدث الرسوب وما تلاه يا عزيزي؟
أنت شخص كملايين الأشخاص حول العالم لديه مشكلة حياتيى كبيرة، ولكنها ليست نهاية العالم، ولها حلول كثيرة، ورائعة، وربما تكون خير لك، وعندها تتعرف الحكمة من وقوع هذا الحدث الضخم المروع الصادم.
وهذا كله يحتاج لطلب المساعدة النفسية المتخصصة، وليس من أي أحد آخر، وليس بأي طريقة أخرى.
هيا..
هيا انهض من فراشك، فنفسك تنتظرك، وأنت لازلت عشرينيًا يمكنك اصلاح الكثير والكثير والكثير مما انكسر، فقط فتش عن "معالج نفسي" ماهر وثقة ليأخذ بيديك، وعقلك، إلى رحابة الحل والتعافي.
المعالج النفسي هو الشخص القادر على إحداث تغيير حقيقي لك من الداخل، يعالج جروحك النفسية، ويساعدك على القيام بأدوارك المطلوبة منك في حياتك بعد كل هذا "التعطل"، ليوقفه، كما أنه سيعالج وينظم معك الأفكار الخاطئة والمشوشة، والمشاعر المنفصلة عنك، والسلوك المتخبط، وفي خلال وقت يطول أو يقصر ستجد أنك أصبحت نسخة أفضل من نفسك، وزال عنك ما عانيت منه لأعوام.
فهيا يا عزيزي، لا تتأخر عن نفسك أكثر من هذا.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.