عمري 23 عامًا لكنني أصبحت أبدو كرجل مسن، بسبب كثرة حزني وبكائي وخوفي الموت الذي ظهر على الحفرة العميقة تحت عيني، وشحوب جلدي.
منذ وفاة عدد من الأقارب والأصدقاء الأعزاء عليّ قبل عامين بسبب وباء كورونا وأنا هكذا،
تأتيني رجفة شديدة، وضيق تنفس، وصداع، ودوخة، وأبكي حتى أنتحب بمجرد سماع خبر وفاة أي شخص، وكلما شعرت بوجع في جسدي أتخيل أنه الموت وأنني أحتضر، وسأموت.
أعاني من أرق شديد، وعدم قدرة على النزول من البيت والاختلاط بالناس، فقدت عملي بسبب كثرة التغيب، ولا أفعل شيئًا سوى انتظار الموت.
ما العمل؟
الرد:
مرحبًا بك يا عزيزي..
قلبي معك وخالص العزاء لوفاة أحبابك وأعزاءك.
لاشك أنك تعرضت لصدمات شديدة وقاسية ومتتالية بحسب رسالتك بسبب كل هذا الفقد، ولاشك أنك لم تتعافى من أي صدمة منهم، فأصبحت مشاعر الخوف من الموت لديك في غير درجتها الطبيعية، فكلنا نخاف من الموت، هذه فطرة طبيعية، ولكنه خوف لدرجة طبيعية لدفعنا للمزيد من اصلاح أنفسنا وحياتنا، ولا تظهر معها كل هذه الأعراض المؤلمة، ولا تعطل الحياة وتسبب الكوارث والأزمات.
عزيزي، بحسب الاختصاصيين هناك عرض نفسي شهير اسمه قلق الموت Death Anxiety، تظهر من خلاله أعراض كالتي ذكرتها، تحرم الشخص من الإنجاز، والاستمتاع بحياته وعلاقاته وكل شيء، وتسجنه في التفكير في الموت وفقط.
أنت في حاجة ماسة يا عزيزي لطلب المساعدة النفسية المتخصصة من معالج/ة نفسي/ة ماهر/ة وثقة، فسارع للتواصل مع أحدهم/احداهن لتعود لحياتك الطبيعية، وتتعامل مع الموت بشكل طبيعي أيضًا لا مرضي ومعطل هكذا.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.