نسمع كثيرًا في الشرع والعرف والأخلاق عن تبرج النساء، وهي أن تبدي وتكشف المرأة من جسدها أكثر مما تخفي، وقد نهى الله عز وجل عن تبرج االنساء ووردت الآيات الكريمات في القرآن الكريم عن تبرج النساءء والنهي عنه وتحريمه، وحضت الآيات على مكارم الأخلاق والعفة والستر، قال تعالى: "وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33 الأحزاب)".
وعلى الرغم من أن المرأة قد تكون ضعيفة أمام الإعجاب بنفسها وبزينتها وبجسدها، وهذا هو من طباعها وفطرتها التي فطرت عليها، إلا أنه ومن الأغرب أن تجد من الرجال من يحب الخيلاء بنفسه وبجسده، ما يجعله يتشسبه بالنساء.
فقد تجد هناك من الرجال من يتبرج مثل النساء وأكثر، فلا يحرم على نفسه ارتداء الذهب رغم تحريمه، ولا يخجل من أن يرتدي بعض الملابس التي تكشف عورته، أو تظهر جسده بكشل لافت لا يليقي به كرجل، أو يلبس بعض الملابس الضيقة التي لا تليق به وتخدش من رجولته، وربما يصل الأمر لارتداء بعض الملابس التي تختلط بملابس النساء.
وتبرج الرجل بإظهار عورته أو تزينه بما يخالف الشريعة، ومن خلال إظهار العورة محرم عليه، فالتزين المخالف للشريعة كالأخذ من أطراف الحاجب تشبهًا بالنساء وكوضع المساحيق على الوجه تشبهًا بالنساء وكالتزين بلبس الحرير والذهب والتختم به وما إلى ذلك .
اظهار أخبار متعلقة
التزين الحلال
وهناك صور من التزين اختلف في حكمها كالاختضاب وغيره .
فهناك من الزينة للرجال ما أحله الله وحضت عليه كتزين الزوج لزوجته كتزينها له بتسريح الشعر أو حلقه لكن يكره القزع ، ويسن تغيير الشيب إلى الحمرة والصفرة ويجوز التزين بالتختم بالفضة لأن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما من الفضة .
لكن ما نراه من بعض الرجال والشباب الذين يتشبهون بالنساء، من لبس القميص القصير مع تلكم السّراويل الضيّقة فيظهرَ شيء من العورة؛ يعرض العبد نفسه بهذا التهاون للآثام.
ويتعمَّد بعض شبابنا وأبنائنا إنزال السّروال عن الخصر ليظهرَ شيء من الجسد وربّما شيء من العورة أو تظهر الملابس الدّاخلية في أحسن الأحوال! في هيئة منكرة تدعو للفتنة، وصورة مستهجنة تدعو للرّذيلة، زيّن الشيطان لهم سوء أعمالهم فرأوا إسقاط السّروال موضة عصرية ولكنه في الحقيقة، هو فوضى فكرية، ونكسة خُلقية، اتبعوا فيها سَنن الكفّار وقلّدوا سُنن الفجّار وتركوا هدي النبي المختار، القائل -صلى الله عليه وسلم-: «من تشبه بقوم فهو منهم».
عورة الرجل
وعلى الرغم من أن النّبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، كانوا أحوج إلى الكرّ والفرّ في الجهاد، وفي الحرب، وما علمنا الرسول رخّص لأحد بكشف الأفخاذ أو كشف العورة، بل قال لمعمر لمّا مرّ عليه وفخذاه مكشوفتان: «يا معمر غط فخذيك فإن الفخذين عورة» (أخرجه أحمد وغيره).
قال تعالى: "يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27))، فكشف العورات استجابةٌ لداعي الشيطان.
فلا يفتننكم الشيطان فيلقي في عقولكم فلسفة إبليسية تجعلونها حجّة لكم على كشف عوراتكم وإصراركم على ذلك، فالبعض يتصور " نحن رجال والرّجل ليست له عورة"، وهذا محرم، إن يقولون إلا كذبا.
ومن مظاهر تساهل النّاس في ستر عوراتهم: لبس الثياب الشفافة، وقال الشافعي في الأم: "وَإِنْ صلى في قَمِيصٍ يَشِفُّ عنه لم تُجْزِهِ الصَّلَاةُ" ا.هـ.
وقال ابن قدامة في المغني: "والواجب الستر بما يستر لون البشرة، فإن كان خفيفًا يبيّن لون الجلد من ورائه فيعلم بياضه أو حمرته لم تجز الصلاة فيه؛ لأن الستر لا يحصل بذلك" .
وصدق الصحابي الجليل جرير بن عبد الله رضي الله عنه لما قال: «إنّ الرّجل ليلبس وهو عارٍ، يعني: الثّياب الرّقاق».