مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك وأتفهم ما تعانين منه.
الغيرة يا عزيزتي إما أن تكون "طبيعية" في سياقها، تحافظ على العلاقة من اختراقات في مساحات تخصك وحدك مع خطيبك وزوج المستقبل، وإما تكون "مرضية" تهدد العلاقة بالانهيار الكامل.
فالغيرة التي تشمل الرغبة في الامتلاك، والسيطرة، والتحكم وتحديد مساحات واسعة من الاهتمامات والعلاقات والحياة للتدخل والمراقبة والتعليق، وعدم مشاركة الآخرين فيها سواك، ومن ثم التخوين، والاتهامات، واساءة الظن، لو حدث العكس، زاعتبار الآخرين مصدر تهديد للعلاقة بدون أي دليل، أو أدلة متوهمة، هي بالطبع غيرة مرضية، فأي نوع من الغيرة غيرتك؟!
عزيزتي، في العلاقات العاطفية التي تمهد للزواج لابد أن يكون هناك "منظومة قيم وأخلاق" يتفق عليها الشريكين، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات مع الجنس الآخر، فالاختلاف فيها هو ما سيجلب مثل هذا النوع من الغيرة، فهل هذا متوافر في علاقتكم؟!
لو أن هناك اتفاق فأرج أن تصبح غيرتك في محلها ووفق هذه المنظومة المتفق عليها بينكم وفقط حتى لا تفقدي علاقة جيدة ومحترمة، مع شاب مناسب للزواج، تحبينه ويحبك كما ذكرت في رسالتك.
وأخيرًا، هناك قاعدة جيدة في مثل هذه الأمور وهي أن يتأكد كل طرف ويطمئن للطرف الآخر، ويكون كل منهم للآخر "لا يخاف منه ولا يخاف عليه"، فهل هذا متوافر بينكم؟!
راجعي نفسك، وأجيبي عما سبق بصدق بينك وبين نفسك، وصارحي خطيبك وحدثيه عن غيرتك، وضعا معًا حدودًا تتفقون عليها في تعاملاتكم الخارجية، ولا مانع من الذهاب معًا لاستشاري علاج زواجي، ومقابلته وجهًا لوجه، لوضع خطط علاجية للأمر قبل إتمام الزواج.
وتذكري جيدًا أن الاحترام المتبادل والثقة هما أحد أهم أعمدة العلاقة الزوجية الصحية، الناجحة، بدونهم تفشل وتنهار، وهي تتضمن عدم التلصص أو التجسس أو المراقبة أو التفتيش أو اساءة الظن.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.