مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
أقدر مشاعرك وألمك، فأنت محقة تمامًا، ولكن قانون العلاقات يخبرنا أننا نكتسبها ونفقدها هكذا خلال رحلة الحياة لأسباب متعددة وليس بالضرورة لأننا سيئون.
تأرجح علاقات الصداقة في مثل مرحلتك وما قبلها، وارد، ومحتمل، وطبيعي يا عزيزتي، وربما يستمر أيضًا في مراحل تالية، بحسب درجة النضج، وحسن اختيار الصداقات ومدى مناسبتها وعمقها وصدقها.
لابد أن تعلمي أن الأمر ليس سهلًا بالفعل، فالصديق الصادق في مشاعره، الوفي والشهم في مواقفه، والمتفهم، عملة نادرة، ونحن نتعلم من الحياة، وخبراتنا، وعلاقاتنا، نتعلم بالتجربة والخطأ، وكذلك كل الناس، فحنانيك بنفسك، ارفقي بها، واقبلي الرفض أحيانًا، واعلمي أنه لا يخصك بل يخص صاحبه.
أما الابتعاد فهو قد يحدث بسبب تغير الشخصيات، وطريقة التفكير، والاهتمامات، والمشاغل، والمراحل العمرية، والبعد بالسفر وغيره، فيحدث ابتعادًا كليًا وقطيعة، أو جزئي، وهذا الجزئي أيضصا له درجات، وهكذا لابد أن نقبل هذه التدرجات في العلاقات والصداقات.
ما يهم يا عزيزتي أن تنفتحي على الجميع، ثم تقبلي من هو أقرب لك وأشبه بك وأكثر انسجامًا معك، ربما لا تلقي أمواج بحر الصداقة بكثير من هؤلاء لكنه من المؤكد سيأتي، أما البقية فهم زملاء، معارف، أصدقاء هواية، رياضة، عمل، قرابة ما، إلخ ومع الجميع حاولي الحفاظ على شعرة معاوية، فتحركات البعض قربًا وبعدًا خلال رحلة الحياة، تشبه قطع الشطرنج أو الدومينو، لذا حافظي دائمًا على حد أدنى من التواصل مع الجميع.
تعلمي يا عزيزتي من خبراتك القديمة وخبرات غيرك، وتعلمي كيف يمكن تمتين العلاقات، وأسس التواصل الفعال، ودربي نفسك، ولا تسجنيها في وضع ولا موقف ولا مشاعر خاصة بعلاقة، ولا تقفي عند علاقة انتهت لسبب أو لآخر بل انفتحي وتعرفي على صديقات جدد.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.