أخبار

35 ثانية هيخلوك اغنى واحد في العالم.. دعاء للرزق الواسع من الله

أسباب زيادة الخير والبركة في البيت.. أشياء بسيطة تحقق لك السعادة

الشيخ محمد أحمد شبيب.. قارئ يوم النصر

"الصاعقة وسحرة فرعون".. عجائب قوم موسي عليه السلام

"قالت الأعراب آمنًا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا".. فرق شاسع بين هاتين الدرجتين

الحب بين الزوجين والبوح به والحرص عليه خلق نبوي.. وهذا هو الدليل

رؤيا غريبة.. النبي يرى كلبًا يلغ في دمه!

أفضل ما يدعو به الحاج والمعتمر بين الصفا والمروة؟

كرامات عبد القادر الجيلاني.. كيف كشف ألاعيب إبليس؟

أقول نعم وحاضر و"من عيوني" لأي خدمة ولو لم أكن قادرة عليها حتى لا أفقد العلاقات وأصبحت متعبة نفسيًا.. ما الحل؟

كيف يتسع صدرك وتستوعب الأخرين رغم خياناتهم لك وخلافاتك معهم؟

بقلم | أنس محمد | الاثنين 08 يوليو 2024 - 07:37 ص

هل تشعر بضيق الصدر والإحساس بالكراهية تجاه بعض الذين تخلوا عنك؟، أو الذين تشاجروا معك في العمل بسبب التنافس على لقمة العيش، في ظل ضيق الرزق، وانتشار أخلاق النفاق والانتهازية؟، هل شعرت أنك وحيد بين الناس بسبب اختلافك معهم؟، هل تشعر أنك أصبحت في عزلة عن الأخرين نتيجة انشغال كل واحد من أصدقائك بنجاحه؟، هل تشعر في بعض الأوقات أنك أصبحت كارهًا للغير ولا تجد من الناس من يهون عليك مصائب الدنيا ويخرج بك من عزلتك؟

لعل هذا إحساس الكثير من الناس الآن، الأمر االذي من الصعب أن تكون فيه متصالحًا مع الغير، مسالمًا لهم، بل ربما ينتشر حقدك عليهم، نتيجة إهمالهم لك، أو إحساسك بالعجز، في التنافس معهم، ما يوغر صدرك تجاه الكثير من الناس بسبب أو بدون سبب.

ما معنى سلامة الصدر؟


سلامة الصدر هي نقاء القلب، وخُلوُّه من كل غلٍّ وحسد وحقد على الغير، ويحدث الحقد أو الكراهية نتيجة العزلة عن الناس، أو التشاجر والاختلاف معهم، نتيجة التنافس على لقمة العيش، أو الاختلاف حول البيع والشراء، أو حول الجيرة وحقوق الجيران، أو حتى بين مشجعين فرق كرة القدم.

والصدر السليم، هو الذي لا غلَّ فيه، ولا حقد فيه، ولا حسد فيه، ولا ضغينة فيه، ولا كراهية، حيث يمتلئ الصدر السليم بالتقوى والحب، والإيمان؛ ففاضت بالخير والإحسان، وانطبع صاحبها بكل خلق جميل، وانطوت سريرته على الصفاء والنقاء وحب الخير للآخرين، أما صاحب الصدر الخبيث والخلق الذميم، فالناس منه في بلاء، وهو من نفسه في عناء.

 والمسلم لا يكون إلا سليمَ الصدر، طيب النفس، طاهر القلب، لا يحمل في قلبه غلا لأحد من الناس مهما اختلف معهم، إلا أن يقع عليه ظلم بين تسبب في آذاه أذى كبثيرا، فربما يكون وقتها معذورا في أن يدعو على الظالم أو يختلف مع الغير ويضطر لكراهيته نتيجة ظلمه له، وتأذيه منه.

ومن النعيم ولذة العيش في الدنيا أن يرزق اللهُ العبد نعمة سلامة الصدر على كل مَن عاش معه، أو خالطه، وكما في الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلَحتْ صلَح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب))، وفي مسند الإمام أحمد عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه، ولا يدخل رجل الجنة لا يأمن جارُه بوائقَه)).

وقال الله في أهل الجنة: ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ﴾ [الحجر: 47].

 وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين على آثارهم كأحسن كوكب دري في السماء إضاءة، قلوبهم على قلب رجل واحد، لا تباغضَ بينهم ولا تحاسد، لكل امرئ زوجتان من الحور العين، يُرَى مُخُّ سوقهن من وراء العظم واللحم)).


 الأنبياء أطهر الناس قلوبًا وأسلمهم صدرًا


والأنبياء هم أطهر الناس قلوبًا، وأحسنهم سريرة، وأسلمهم صدورًا، قال سبحانه عن نوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم السلام: ﴿ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الشعراء: 106 - 109].

 وقال تعالى عن نبيه إبراهيم عليه السلام: ﴿ وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ * إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيم ﴾ [الصافات: 83، 84].

 وأما أسلم الأنبياء صدرا فهو النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقد منَّ الله عليه بانشراح الصدر، وسلامة القلب، وطهارة النفس؛ فقال سبحانه: ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾ [الشرح: 1 - 4].

 فعن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ قال: ((لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة؛ إذ عرضت نفسي على ابن عبدياليل بن عبدكلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملَك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملَك الجبال، فسلم عليَّ، ثم قال: يا محمد، فقال: ذلك فيما شئت، إن شئتَ أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا)).

وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبيًّا من الأنبياء ضربه قومه فأدمَوْه، وهو يمسح الدم عن وجهه، ويقول: ((اللهم اغفر لقومي؛ فإنهم لا يعلمون)).

 وقال سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9].

اقرأ أيضا:

حقيقة العطاء الإلهي.. متى يعطيك ولماذا يحرمك؟

 أسباب سلامة الصدر:


من أراد أن يكون سليم الصدر، سليم القلب، فليأخذ بأسباب سلامة الصدر وطهارة القلب، وهي:

- التعلق بالله سبحانه وحده دون أحد سواه؛ فهو مصرف القلوب، ومدبر الأمور، قال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُون ﴾ [الأنفال: 24]، وقال عز وجل: ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام: 125].

 - الدعاء: الدعاء والتضرع إلى الله تعالى أن يجعل قلبك سليمًا من الغِلِّ والضغينة والحقد والحسد؛ قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10].

- إفشاء السلام بين المسلمين فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا، أولا أدلُّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم)).

 - الإحسان إلى الفقراء والمحتاجين؛ فقد قال الله عز وجل: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾ [التوبة: 103]، وقال سبحانه: ﴿ وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ﴾ [الليل: 17، 18]؛ أي: يتطهر مِن الذنوب والعيوب.

 - إصلاح ذات البَيْن؛ قال تعالى ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ﴾ [الحجرات: 10].

- حسن الظن فإن سوء الظن بالناس مما يغرس الحقد والكراهية في النفوس؛ لذا حرمه الإسلام واعتبره كذبًا وإثمًا؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ﴾ [الحجرات: 12]، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إياكم والظن؛ فإن الظن أكذبُ الحديث، ولا تحسَّسوا، ولا تجسَّسوا، ولا تناجشوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا - عباد الله - إخوانًا)).

 - التماس الأعذار

- الرضا بما قسم الله لك وقدر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((انظروا إلى مَن أسفل منكم، ولا تنظروا إلى مَن هو فوقكم؛ فهو أجدرُ ألا تزدروا نعمة الله عليكم))؛ فالمرء إذا نظر إلى من هو فوقه ممن فُضِّل عليه في الدنيا استصغر ما عنده من نِعَم الله، فكان سببًا لمقته، وإذا نظر إلى من هو دونه شكر النعمة وتواضع وحمد ربه، وكان ذلك سببًا لسلامته ونجاته؛ قال سبحانه: ﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 131].



الكلمات المفتاحية

ما معنى سلامة الصدر؟ الأنبياء أطهر الناس قلوبًا وأسلمهم صدرًا أسباب سلامة الصدر كيف يتسع صدرك وتستوعب الأخرين رغم خياناتهم لك وخلافاتك معهم؟

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled هل تشعر بضيق الصدر والإحساس بالكراهية تجاه بعض الذين تخلوا عنك؟، أو الذين تشاجروا معك في العمل بسبب التنافس على لقمة العيش، في ظل ضيق الرزق، وانتشار أ