يبين الداعية الإسلامي الدكتور عصام الروبي أنه لكي تكون امور الإنسان كلها ميسرة عليه أن يحقق ثلاثة أمور أرشد الله إليها في كتابه الكريم.
ويوضح في فيديو له على صفحته الرسمية على الفيس بوك أن هناك ثلاثة أمور لابد من تحقيقها لتتيسر أمورك ولا يصعب عليك شيء ولا يثقل عليك أمر، هذه الأمور ذكرها الله تعالى في سورة الليل.
أعطى واتقى وصدَّق:
ويلفت د. عصام إلى أن هذه الأمور هي: (أعطى) و(اتقى) و(صدَّق)، مبينًا أن هذه الأفعال بمثابة شرط لتحقيق تيسير الأمور، مستدلاً بقوله تعالى: "فَأَمَّا مَن أَعطَىٰ وَٱتَّقَىٰ وَصَدَّقَ بِٱلحُسنَىٰ فَسَنُیَسِّرُهُۥ لِلیُسرَىٰ".
الصدقات سبب في تيسير الأمور:
ويستطرد د. عمرو بأن الفعل "أعطى" وهو الفعل الأول الذي يلزم تحقيقه لتيسير الأمور يعني أعطى الخير بالصدقات وأعطى مما وهبه الله من نعم وعطايا ولم يبخل على عباد الله بما امتن الله به عليه فأعطى حق الله وحق عباده.
ويبين أن الفعل الثاني هو "اتقى" وهو شرط لتحقيق التيسير والوصول لمرضاة الله تعالى وهو يعني الابتعاد عن محارم الله التي نهى عنها، موضحًا أن تقوى الله تعالى كَنزٌ ثمينٌ وبها يقلب الله الأمور كلها، ولها ثمرات عديدة ذكرها الله تعالى في كتابه منها قوله تعالى: "ومَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ.." فتقوى الله تكون إذا سببا للرزق والخروج من كل ضيق.
ثمرات تقوى الله سبب لتكفير السيئات:
أيضا من ثمرات تقوى الله تكفير السيئات وتعظيم الله لشأن من يتقيه فيصير معظمًا بين الناس لاسيما عباد الله الصالحين بل يكون مذكورا في السموات بين ملائكة الرحمن سبحانه بهذه الفضيلة التي حصلها يقول تعالى: "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا".
بل إن الله تعالى صرح بأن من يتقيه باتقاء المحارم والبعد عنها وتعظيم الله ييسر أمره فقال: "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا".
ثمرات التقوى في القرآن:
وأوضح د." الروبي" أن الله جمع عددا من ثمرات التقوى في آيات كثيرة من القرآن منها قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ"، وقوله تعالى " يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِۦ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِۦ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِۦ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ". والكفلان هما عطاءان كبيران من الله، وعطاء الله لا حدود له.
التصديق بالجنة:
وعن الفعل الثالث الذي هو بمثابة شرط لتحقيق تيسير الأمور يقول د. عصام هو التصديق بالجنة والإيمان بالغيب عامة قال تعالى " وصدق بالحسنى" والحسنى هنا معناها الجنة وقد جاءت الحسنى بمعنى الجنة في موضع من كتاب الله منها قوله تعالى في سورة يونس : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة.. فالحسنى الجنة والزيادة لذة النظر إلى وجه الله الكريم.
ويختم الداعية الإسلامي كلامه بأهمية تحقيق هذه الأفعال وانتظار موعد الله فمن المحال أن من يفعل ذلك تتعسر وتتعقد أموره بل العكس تكون كل الأبواب له مفتّحة وكل عسير أمامه سهل ميسر والسر في تحقيقه أمورا ثلاثة هي : (أعطى) و(اتقى) و(صدَّق).