جاء في دعاءِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم حينما كان يستيقظ من النوم: (الحمدُ للهِ الذي ردَّ عليَّ رُوحي، وعافاني في جسدي، وأَذِنَ لي بِذِكْرِه).
وهذا الدعاء النبوي الشريف، فيه إظهارُ الشُّكْرِ لله على نِعَمٍ ثلاثٍ:
الأُولى: عودةُ الرُّوح إلى الجسد بعدما غادرَتْه بالنوم؛ ولذا قيل: النومُ هو المَوْتَةُ الصُّغرى، وكم من نائمٍ لم يستيقظْ، بل حُمِلَ من الفراش إلى المقابر!
الثانية: المعافاةُ في الجسد؛ لأنَّه قد يستيقظ عليلًا!
الثالثة: إِذْنُ الله تعالى له بذِكْره؛ لأنه قد يَحْيَا مُعَافًى لكنْ محرومًا منْ لذَّةِ ذكْرِ الله سبحانه، وهي أَجَلُّ تلك النِّعَمِ، ولا معنى للحياةِ والعافيةِ بدُونِها عند من نوَّرَ اللهُ قلْبَه، وفي التَّعْبير بالإذْن إشارةٌ إلى أنَّه تعالى لا يُطاعُ إلا بإذْنِه، وأنَّ النومَ غَفْلةٌ عن الذِّكْر، والإذْنُ يرفعُ هذه الغَفْلةَ، فإذا لم يُؤْذَنْ له، بَقِيَ في الغَفْلةِ، وطال نَوْمُه، فلا يستيقظُ إلا وهو في عَسْكَرِ الأمواتِ!
اقرأ أيضا:
ليست كلها ضدك.. أسباب تحول بينك وبين استجابة الدعاء