كثيرات من النساء تراهن يسألن، إذا كان للرجل العديد من بنات الحور في الجنة، فماذا تأخذ أو تحصل النساء اللائي يدخلنها؟.. والحقيقة أن نعيم الجنة لا حدود له كما بيّن الدين الحنيف بشقيه القرآن والسنة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: «أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر»، ومصداق ذلك في كتاب الله: «فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» (السجدة 17).
وبالتالي مهما توصل العقل البشري لما تحتويه الجنة من نِعم، فإنه لا محالة لن يستطيع حصرها أو حتى الوقوف على أوصافها، فإذا كان للرجال -كما ذكر القرآن الكريم- حور عين (حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ.. الرحمن 72)، فإن للنساء أيضًا ما يرضيهن، جزاءً بما قدموه في الدنيا، ورضا وفضل من الله عز وجل.
المرأة في الجنة
لكن اتفق العلماء أنه إذا ماتت المرأة وهي عزباء تتزوج في الجنة بأحب الناس إليها، وإذا ماتت وهي متزوجة، فإنها تتزوج آخر زوج لها، فإن كانت متزوجة بأكثر من زوج، قيل: تلحق بآخر زوج لها، وقيل: تتزوج بمن تحب هي، وقيل: تتزوج بأفضلهم خُلقًا وجمالا.. فإذا دخلت المرأة الجنة فإن الله يعيد إليها شبابها وبكارتها لقوله صلى الله عليه وسلم: « إن الجنة لا يدخلها عجوز.... إن الله تعالى إذا أدخلهن الجنة حولهن أبكارا »، وورد في بعض الآثار أن نساء الدنيا يكن في الجنة أجمل من الحور العين بأضعاف كثيرة نظرا لعبادتهن الله. قال ابن القيم ( إن كل واحد محجور عليه أن يقرب أهل غيره فيها ) أي في الجنة.
اقرأ أيضا:
التيسير منهج إسلامي.. احرص عليه في كل تعاملاتكاختلاف الطباع
أيضًا يوضح العلماء أن الرجل وعده الله عز وجل بحور العين في الجنة، لما خلق عليه من شوقه وانجذابه للنساء في العموم، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: « ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء »، أما المرأة فشوقها إلى الزينة من اللباس والحلي يفوق شوقها إلى الرجال لأنه مما جبلت عليه كما قال تعالى: «أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ (الزخرف 18).
وبالتالي فإن الجنة تزينت لكن معشر النساء كما تزينت للرجال في مقعد صدق عند مليك مقتدر فالله الله أن تضيعن الفرصة فإن العمر عما قليل يرتحل ولا يبقى بعده إلا الخلود الدائم، فليكن خلودكن في الجنة – إن شاء الله – واعلمن أن الجنة مهرها الإيمان والعمل الصالح وليس الأماني الباطلة مع التفريط وتذكرن قوله صلى الله عليه وسلم: « إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئتِ».