كثر في الآونة الأخيرة، اللغط حول دور المرأة في المنزل، وهل لها أن تساعد في أمور المنزل أم لا، ولكن نسي الكثير ممن جادلوا في هذا الأمر، أن أي عمل يفعله ابن آدم (بنية صادقة لله تعالى) نال عليه عظيم الأجر، وبالتالي فإن قيام المرأة بتنظيف بيت الزوجية، أو غسيل الملابس أو الطبخ لها ولزوجها، لو قبل أن تفعل أي شيء منها جعلت النية خالصة لله تعالى، نالت -لاشك- أجرًا عظيمًا.
وقد يكون هذا الأجر مرده أن يهدي الله لها زوجها، فيساعدها في أعمال المنزل إن كان وقته يسمح، أو أن يرزقها بما تتمناه، حتى قبل أن تطلبه، فالله أعلم بما في القلوب، لذا اعلمي عزيزي الزوجة أن (أكلك.. شربك.. نومك.. لعبك.. شغلك.. دراستك.. حتى الطبق الذي تغسليه في البيت.. حتى ترتيبك لغرفتك.. إلخ)، كل عمل يفعله الإنسان قاصدًا به وجه الله فهو له صدقة، شرط أن تقدمي النية لله.
عمل عظيم.. ولكن!
عمل المرأة في بيتها عمل عظيم تساهم به في نشر المودة والرحمة في بيتها، ولها اليد الطولى في المساهمة في تربية أولادها، وهي مُعينة لزوجها على عمله وعلى دعوته وطلبه للعلم، وهذا العمل – شأنه في ذلك شأن سائر الأعمال – لا تثاب عليها المرأة إلا إذا أخلصت فيه النية لله تعالى، فقد ذكر الإمام البخاري رحمه الله تعالى أن نية المرأة قبل أن تضع يدها في أيًا من أعمال المنزل، هو الذي يحسب لها الأجر
وقال في كتاب الإيمان: «لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ، فَدَخَلَ فِيهِ الإِيمَانُ وَالْوُضُوءُ وَالصَّلاةُ وَالزَّكَاةُ وَالْحَجُّ وَالصَّوْمُ وَالأَحْكَامُ ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ ) عَلَى نِيَّتِهِ ، ومن ثمّ فإن نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ يَحْتَسِبُهَا صَدَقَةٌ ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ )»، وبالتالي فإن عمل المرأة في بيتها تثاب عليه إذا احتسبت ثواب ذلك عند الله تعالى ، وأخلصت النية.
اقرأ أيضا:
قيام الليل فرصتك في رمضان لتكون من المقبولين.. تعرف على فضائلهالمرأة راعية
تتصور المرأة أن دورها في المنزل يقلل من مكانتها، والحقيقة هي العكس تمامًا، فإن كان الإسلام حمل الرجل مسئولية الإنفاق، فإنه جعل المرأة (سيدة مملكتها)، فهي التي تربي، وتخرج أجيالا يبنون المجتمعات، فكيف لهذا الدور العظيم أن يكون أقل من الرجل؟.
لذلك يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: «وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ.. » ( الأحزاب: من الآية 33 )، تلطفًا بها ووقارًا لها، وحفاظًا عليها وعلى كرامتها، ورفع مشقة العمل والكد والسعي على الرزق عن كاهلها، ولتفريغها لمسئولية القيام برعاية بيتها وزوجها وأولادها كما ورد في توجيه النبي صلى الله عليه وسلم للنساء : «والمرأة رَاعِيَةٌ على بيت زوجها وولده وهي مسؤولةٌ عنهم»، بل أن كبار الأدباء والمفكرين ومنهم (طه حسين) أكدوا على أن المجتمع المثالي هو الذي تتولى فيه المرأة شئون بيتها.