مرحبًا بك يا عزيزي ..
قلبي معك.
أقدر مشاعرك، وأتفهم موقفك، ولكن ما حدث من طلاق وفشل هو تجربة "خاصة" لوالديك، لها أسبابها، وظروفها الخاصة بهم أيضًا، ولابد أن تتعامل مع مخاوفك ولا تستسلم لها.
لاشك أن للتجارب التى نعايشها، آثارًا سلبية أو ايجابية، أو مزيج منهما، ولاشك أيضًا أننا يمكن أن نتعلم من هذه التجارب سواء كانت ناجحة أو فاشلة، ولاشك أيضًا أنه يمكننا ألا نكون نسخًا مكررة من أحد مهما كانت درجة قرابته منا إذا امتلكنا هذا الوعي وتلك الإرادة.
لابد يا عزيزي من الاستبصار بالذات، ومكاشفتها حول الدافع للارتباط، والتواجد مع شريك/ة حياة، هل ذلك يحدث بدافع الخوف من الوحدة؟ أم مجرد الشعور بالملل؟ أم الخوف من التقدم في العمر وفقدان القدرة على الانجاب؟!
إن الهدف من ذلك كله أن يتم التفكير في الارتباط في ظل "ظروف" وأحوال سوية نفسيًا، تراعي مسئولية الدخول في علاقة مصيرية كهذه، فالأمر ليس طارئًا ولا تسلية، والخطورة في أن يتم الارتباط في ظل ظروف غير طبيعية أو غير سوية أن يتم التنازل عن معاييررئيسة ومهمة لك في شريك/ة الحياة ما ينتج عنه علاقة متسرعة، فاشلة.
بالطبع هناك أمارات وعلامات ومعايير"عامة" يمكن الاختيار وفقها للشريك حتى يمكننا القول أنه"الصالح" لنا والمناسب، ومن ذلك وفي مقدمته أن يكون بينكما تشابهات وتقاربات في الأفكار، الاهتمامات، القيم، المعتقدات، طريقة التفكير، الأذواق، التفضيلات، وهذا التشابه والتقارب لا يعني التطابق ولا الاستنساخ وإنما أن تكون نسبة التوافق أعلى بكثير من نسبة ما هو مختلف عليه بينكما.
شريك/ة الحياة المناسب والصالح يا عزيزي هو من يملأ العقل والقلب، فمهما رأي غيرك لا يرى سواك وأنت كذلك، وهو من يحقق هذا الإشباع، ومن ثم الاكتفاء.
وهكذا يمكنك أن تتلمس الطريق الصحيحة لاختيار الشريكة المناسبة عبر هذه الخطوط العامة، وأن تضيف إليها معايير خاصة بك، بدون تأثر بأي تجارب أخرى سواء كانت في محيطك العائلي أو خارجه.
هيا يا عزيزي، كن نفسك، واقترب منها، لتعرف من هي الشخصية التي يمكنك التوافق معها، وتنسجم وترتاح، بدون أي تشويش من تجارب تخص آخرين، وعندها يمكنك احسان الاختيار.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.