أخبار

شباب بني إسرائيل.. عاص تشفع له الجبال.. وآخر يصلي على جنازته موسى

مرض نادر.. "الرجل المطوي" يرى أمه للمرة الأولى منذ 25 عامًا

"تهديد عالمي".. تحذير: سلالة جديدة من "سعال 100 يوم" مقاومة للأدوية واللقاحات

يغتال العقل أكثر من الخمر ويخدع العلماء.. ما لم تسمعه عن الطمع

قلب المؤمن بين الرجاء والخوف .. أيهما يجب أن تكون له الغلبة ليفوز برضا الله وقبول عمله؟

5 ارشادات مهمة قبل اجراء مقابلة القبول بالعمل

دعاء ردده عند الاستيقاظ من النوم تضمن قبول صلاتك

من فضائل سورة الفاتحة.. اجعلها من أذكارك اليومية تفتح الأبواب المغلقة

"خلف أضاعوا الصلاة".. ما عقوبة تارك الصلاة يوم القيامة؟

حتى لا تغتر بملكاتك.. هل يكفيك هذا يوم القيامة؟

قصة نبي الله داود مع 99 نعجة.. لماذا تراجع عن حكمه وظن أنها فتنة؟

بقلم | عمر نبيل | الاثنين 26 سبتمبر 2022 - 11:17 ص

 كان نبي الله سيدنا داود عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام من الأنبياء والرسل الكرام، الذين آتاهم الله الحكم والنبوة والملك، وجعله رسولًا إلى بني إسرائيل، وكان يحكم فيما بينهم في القضايا والخصومات.

 ولقد ذكرت سورة «ص» من القرآن الكريم قصته مع الشقيقين اللذين اختصما حول ملكية «نعجة» واحدة، فقال تعالى: ﴿وَهَلْ أَتَـكَ نَبَؤُا الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الِْمحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لاَ تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْض فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلاَ تُشْطِطْ وَاهْدِنَآ إِلَى سَوَآءِ الصِّرَطِ (22)إِنَّ هَـذَآ أَخِى لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِىَ نَعْجَةٌ وَحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِى فِى الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ الْخُلَطَآءِ لَيَبْغِى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْض إِلاَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّـلِحَـتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّـهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ (24)فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مئَاب (25)﴾.

 

تروي بعض التفاسير أن داود عليه السلام عزم ألاّ يحدث ذنبا في يوم أو ليلة.. فقالت له الملائكة لا تقدر.. فقال بل أقدر.. فحدد لهم يوما للاختبار.. فلمّا كان ذلك اليوم أغلق أبواب القصر وأمر الحرس ألاّ يدخل عليه أحد.. ولزم محرابه.. فإذا ملكين تسورا عليه المحراب حتى سقطا أمامه في صورة بشرية.. ففزع إذ ظن أنه كان في معزل عن الناس.. فبعد أن طمأناه اختلقا هذه القصة التي يبدو فيها الحكم سهلا، فتسرّع عليه السلام بالحكم ولم ينظر في حجة صاحب التسعة والتسعين.. فقد يكون هو الأحق بهذه النعجة.. وبعد أن انصرفا أدرك أنه فُتن, وأنه لم يصبر على يوم واحد بلا سقطة.. فاستغفر ربّه أن ظن في نفسه القدرة على تحدي القدر، وأناب أي رجع إلى ما كان عليه، من الاعتراف بعجز النفس البشرية أمام قدر الله.

 

وفي هذه الآيات يخاطب القرآن المجيد الرّسول الأكرم (ص): (وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوّروا المحراب)، ورغم أنّ داود (عليه السلام) كان محاطاً بأعداد كبيرة من الجند والحرس، إلاّ أنّ طرفي النزاع تمكّنا- من طريق غير مألوف- تسوّر جدران المحراب، والظهور أمام داود (ع) فجأةً، ففزع عند رؤيتهما، إذ دخلا عليه بدون استئذان ومن دون إعلام مسبق، وظنّ داود (ع) أنّهم يكنّون له السوء، (إذ دخلوا على داود ففزع منهم).

 

إلاّ أنّهما عمدا بسرعة إلى تطييب نفسه وإسكان روعه، وقالا له: لا تخف نحن متخاصمان تجاوز أحدنا على الآخر (قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض)، فاحكم الآن بيننا ولا تتحيّز في حكمك وأرشدنا إلى الطريق الصحيح (فاحكم بيننا بالحقّ ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط).

 

من المسلّم به أنّ قلق وروع "داود" قلّ بعض الشيء عندما وضّح الأخوان هدف مجيئهما إليه، ولكن بقي هناك سؤال واحد في ذهنه هو، إذا كنتما لا تكنّان السوء، فما هو الهدف من ميجئكما إليّ عن طريق غير مألوف؟

 

ولذلك تقدّم أحدهما وطرح المشكلة على داود، وقال: هذا أخي، يمتلك (99) نعجة، وأنا لا أمتلك إلاّ نعجة واحدة، وإنّه يصرّ عليّ أن أعطيه نعجتي ليضمّها إلى بقيّة نعاجه، وقد شدّد عليّ في القول وأغلظ (إنّ هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال اكفلنيها وعزّني في الخطاب).

 

وهنا التفت داود (ع) إلى المدّعي قبل أن يستمع كلام الآخر (كما يوضّحه ظاهر الآية) وقال: من البديهي أنّه ظلمك بطلبه ضمّ نعجتك إلى نعاجه (قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه).

 

وهذا الأمر ليس بجديد، إذ أنّ الكثير من الأصدقاء والمخالطين بعضهم لبعض يبغي على صاحبه، إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات وهم قلّة: (وإنّ كثيراً من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم).

 

والظاهر أنّ طرفي الخصام اقتنعا بكلام داود (ع) وغادرا المكان، ولكن داود غرق في التفكير بعد مغادرتهما، رغم أنّه كان يعتقد أنّه قضى بالعدل بين المتخاصمين، فلو كان الطرف الثاني مخالفاً لإدّعاءات الطرف الأوّل- أي المدّعي- لكان قد اعترض عليه، إذن فسكوته هو خير دليل على أنّ القضيّة هي كما طرحها المدّعي.

 

ولكن آداب مجلس القضاء تفرض على داود أن يتريّث في إصدار الأحكام ولا يتعجّل في إصدارها، وكان عليه أن يسأل الطرف الثاني أيضاً ثمّ يحكم بينهما، فلذا ندم كثيراً على عمله هذا، وظنّ أنّما فتنه الباري عزّ وجلّ بهذه الحادثة (وظنّ داود أنّما فتنّاه).

 

وهنا أدركته طبيعته، وهي أنّه أوّاب، إذ طلب العفو والمغفرة من ربّه وخرّ راكعاً تائباً إلى الله العزيز الحكيم (فاستغفر ربّه وخرّ راكعاً وأناب)، وبالفعل غفر له الله ذلك كما توضّحه الآية التالية (فغفرنا له ذلك). وإنّ له منزلة رفيعة عند الله (وإنّ له عندنا لزلفى وحسن مآب).


اقرأ أيضا:

شباب بني إسرائيل.. عاص تشفع له الجبال.. وآخر يصلي على جنازته موسى


الكلمات المفتاحية

قصة نبي الله داود مع 99 نعجة قصص الانبياء حكم داود في قضية النعاج

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled كان نبي الله سيدنا داود عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام من الأنبياء والرسل الكرام، الذين آتاهم الله الحكم والنبوة والملك، وجعله رسولًا إلى بني إسرائيل