على الرغم من أن زواج النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة رضي الله عنها، على الرغم من صغر سنها إلا أنها لا تعد طفلة لاختلاف الطبيعة البيئية والمجتمعية في ذلك الوقت عما نحن فيه الآن، فضلاً عن أن كثيرًا من العلماء أثبتوا أنها كانت في سن يسمح لها بالزواج بما يتفق وذلك العصر، إلا أن الأسئلة مازالت تتردد حول الكيفية التي تزوج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أم المؤمنين بنت الصديق أبي بكر، وهل كانت مازالت طفلة أم لا.. فما بال هؤلاء لو علموا أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت مخطوبة قبل أن يتقدم لها النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم لجُبير بن عدي.. وهو ما يعني أنها كانت قد وصلت لسن الزواج.

أمر مألوف

الارتباط والزواج في سن صغيرة، كان أمرًا مألوفًا في العصور القديمة كلها قبل الإسلام، ولم يكن حدثًا جديدًا اخترعه النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، هذا بالإضافة إلى أن كل زمن له مقاييسه ومعاييره التي يقيس بها.. بمعنى أن الشاب والفتاة ذات التسع أو عشر سنوات قديمًا ليسوا كشباب وفتيات يومنا، حيث هناك اختلاف في المستوى الفكري والعقلي والنضج البدني..

بدليل أن توت عنخ آمون حكم مصر وهو ابن 9 سنوات، وغيره من الملوك حكمو في هذا السن أو في سن متقارب، فهل يمكن أن نضع الآن طفلا يبلغ 9 سنوات على رأس منصب كبير من المناصب مثلا؟.. بالطبع لأ، لأن طفل الماضي ليس كطفل الحاضر.

ويقول الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر: «دائمًا ما يثار أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج من السيدة عائشة، رضي الله عنها، وهي صغيرة بنت تسع سنوات، والحقيقة بعد قراءات كثيرة مع الأديب العملاق عباس العقاد أن السيدة عائشة حين تزوجت من الرسول، صلى الله عليه وسلم، كان لا يقل عمرها عن 13 إلى 16 سنة».

اقرأ أيضا:

آداب زيارة الحبيب صلى الله عليه وسلم.. هذا ما يليق بك وأنت على عتبات أبوابه

خطوبة 3 سنوات

أيضًا ورد أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، ظل خاطبًا للسيدة عائشة طوال ثلاث سنوات، ما يعني أنها كانت قد وصلت بالفعل للسن الذي يسمح لها بالزواج، وهو ما أكده شيخ الأزهر قائلا: «أيًا كان سن السيدة عائشة حين تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، فالمهم أن هذا الزواج كان يتماشى مع الأعراف والتقاليد ولم يكن زواجًا خارجًا على قواعد المجتمع، فلو راجعنا كتب السيرة التي سجلت معاناة النبي صلى الله عليه وسلم، من قريش ومن أبناء عمومته، لأنه هزم فيهم كبرياءهم، ومحاولتهم أن يلصقوا به أي نقيصة، ما وجدنا فيها - ولا عند المستشرقين».


وأضاف فضيلة الإمام الأكبر: «من يوجه اللوم للنبي صلى الله عليه وسلم، حينما تزوجها ويقول مثلًا: «تزوجها صغيرة وهي بنت تسع كما يزعمون، وهو رجل كبير، وهذا لا يليق بالرجال، إلا أن التاريخ لم يسجل شيئًا من هذا اللوم مع أن هذه كانت فرصتهم للنيل منه صلى الله عليه وسلم، مما يدل على أن هذا الزواج تم في إطار المقبول اجتماعيًا»، فيما يشهد التاريخ أن هناك مئات الأمراء والملوك الذين عاشوا في القرون الوسطى تزوجوا في سن مبكر، فهل هؤلاء مغتصبين أطفال أيضًا، أم أنه كان شيئًا طبيعيًا في عصرهم؟.