كثير من الناس يُطبق مفهوم السكوت في الصلاة بشكل خاطئ، إذ أن السكوت يجب عند قراءة الإمام للفاتحة أو السورة القصيرة، لكن إن أطال الإمام السكوت بين الفاتحة والسورة القصيرة، وكان المأموم قد فرغ من قراءة سورة الفاتحة، فعليه أن يستمر في قراءة أي سورة قصيرة حتى يبدأ الإمام في القراءة، فيسكت ليسمع له.
إذن السكوت يكون حينما يقرأ الإمام فقط، وماعدا ذلك ينبغي على المأموم أن يقرأ ما تيسر له من القرآن، حتى لو انتهى من قراءة الفاتحة والسورة التي تليها، استمر في القراءة طالما لم يركع الإمام ، أكمل واقرأ سورة أخرى.. أيضًا لو تكرر الأمر في الركعة الثالثة أو الرابعة، وقرأت الفاتحة ولم يركع الإمام بعد، اقرأ إلى قراءة سورة أخرى بعد الفاتحة حتى يركع الإمام.. حاول عزيزي المسلم أن تستغل صلاتك كلها وكل وقتها في قراءة القرآن والتسبيح والتحميد والدعاء.
مخالف للسنة
أي فصل بين الركنين بسكوت مخالف للسنة النبوية المطهرة في الصلاة، لكن مجرد الفصل ، لا تبطل به الصلاة ، ما لم ينو قطعها، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم فقد كان إذا أطال القراءة أطال غيرها من الأركان حتى تكون صلاته قريبا من السواء تطويلا وتخفيفا، وفي ذلك يقول الإمام النووي: «فلو لم يوال بأن سكت سكوتًا طويلاً أو قصيرًا قصد به القطع ضر»، أي أضر بصلاته لو استمر في السكوت متعمدًا، والأصل في الصلاة الذكر والتسبيح لله عز وجل، فكيف يسكت المؤمن عن ذلك، وهو بين يدي الله تعالى، إذ عليه أن يستغل كل لحظة يقفها بين يدي الله عز وجل ليذكر الله ويسبحه ويثني عليه، ثم عليه أن يسأل الله عز وجل ما شاء من أمور دنياه وآخرته، فإنه بذلك يحصل على الحسنيين (الذكر والدعاء).
اقرأ أيضا:
وسيلة رائعة لتحقيق الإخلاص.. تعرف عليهامكان السكوت في الصلاة
والمصلي سواء كان إمامًا أو مأمومًا أو منفردًا له سكتتان، الأول بعد تكبيرة الإحرام من أجل دعاء الاستفتاح، والثانية، عقب الفراغ من القراءة كلها قبل الركوع بقدر ما يتراد إليه نفسه، وما سوى ذلك فلا دليل عليه، كسكوت الإمام بعد الفاتحة ليقرأها المأموم، ومن السنة أن يقرأ المصلي سورة كاملة في كل ركعة وأن يقرأ السور على ترتيب المصحف.
ويجوز له أن يقسم السورة على الركعتين، وأن يقرأ عدة سور في ركعة واحدة، وأن يكرر السورة الواحدة في ركعتين، وأن يقدم سورة على سورة، لكن لا يكثر من ذلك، بل يفعله أحيانًا، كما يجوز أن يقرأ المصلي في الفرض والنفل أوائل السور وأواخرها وأواسطها، فيما تجب قراءة الفاتحة على المصلي سواء كان إماماً أو مأموماً أو منفرداً، وسواء كانت الصلاة سرية أو جهرية، فرضاً أو نفلاً، وتجب قراءتها في كل ركعة، ولا يستثنى من ذلك إلا المسبوق إذا أدرك الإمام راكعاً ولم يتمكن من قراءة الفاتحة، والمأموم فيما يجهر فيه الإمام من الصلوات والركعات.