مرحبًا بك يا عزيزتي..
يفهم بعض الأزواج خطأً أن تدخل الآباء والأمهات فيخصوصياتهم، وحياتهم بعد أن استقلوا وأسسوا بيوتًا وأسرًا، هو من حقهم، بل وإن من البر طاعتهم !
ما فعله زوجك ظنًا واعتقادًا منه أنه "برًا"بأمه، ليس برًا ولا علاقة له بالبر، وهو مخطيء بالفعل، وكان عليه أن يسأل شيخًا أو دار الإفتاء، فالطلاق أمر ليس هين، إنه قرار مصيري يخص الزوجين ولا أحد غيرهما، ويترتب عليه آثارًا فادحة، حتى أن الشرع الحنيف أبطل الطلاق في حالة الغضب، والحديث مشهور:" لا طلاق في إغلاق"، فالأمر جد لا هزل، واثنان جدهما جد وهزلهما جد، الزواج والطلاق.
ما أراه يا صديقتي أن تتماسكي، وتحمدي الله على ما حدث من طلاق، لسببين، أولهما أن العلاقة الزوجية بينكما لم تكن سوية ولا صحية، فمنذ الشهر الأول والوحيد كان يضربك ويشتمك، ولأن هذا الرجل لا كلمة له على حياته، هناك استهتار واضح، استهتاربالزواج وبالتالي انهاؤه بسهولة بحجة بر الأم، واستهتاره بالعلاقة بدليل التعدي عليك وايذاءك منذ الشهر الأول، وعدم الوفاء بوعده أن تكملي دراستك، فلا تبك على "شر" أزاحه الله عنك، وتذكري جيدًا ودائمًا قوله تعالى:" وعسي أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم"، وتذكري قوله تعالى:" والله يعلم وأنتم لا تعلمون"، نعم، أنت لا تعلمين أين الخير لك، لربما هو وللأسباب التي ذكرت لك "الخير" لك، والأفضل.
هذه الزيجة لم تكن مناسبة، ولله الحمد والمنة أنك لم تنجبي، هي فقط تجربة لنتعلم في المرات القادمة كيف نختار، ونحسن الإختيار، هي تجربة مؤلمة لنتعلم، وفقط.
فكري في الأمر بواقعية بهذا الشكل، وهذا سيعينك كثيرًاعلى تجاوز الأزمة.
أنت الآن حرة، تحررت من علاقة "مؤذية"، ومن التورط مع شخص بلا شخصية، وبلا رجولة، كما يبدو من رسالتك وطريقة تعامله معك، ومشكلاتكم.
أنت الآن "حرة" تستطيعين إكمال دراستك، وتحقيق حلمك الدراسي وهو مهم للغاية، أعيدي ترتيب أوراق حياتك، وأولوياتك، وانتهي من دراستك، ثم ابحثي عن عمل، واستقلي ماديًا، افعلي كل ما من شأنه أن يقويك ماديًا ومعنويًا، فالحياة ديدنها الإبتلاءات، ووقوع حادثات ليال وأيام، فلابد أن تكوني قوية حتى يمكنك مواجهة ذلك.
أنت الآن حرة وصغيرة في السن، ولا زالت الحياة أمامك واسعة، وخزائن الله مملؤة بالرجال، والمستقبل أمامك.
أعطي نفسك فرصتها لتفريغ المشاعر السلبية بسبب الحدث، ولكن بعدها انشغلي فورًا بدراستك، وبدء صفحة جديدة في حياتك، أكثر نضجًا، وحكمة، وقوة، وإن عجزت عن فعل هذا بمفردك فلا تترددي في طلب المساعدة النفسية المتخصصة من معالجة نفسية ماهرة وثقة.
اقرأ أيضا:
الزواج ليس نهاية الحكاية .. 7 أشياء يبحث عنها الرجل في المرأةاقرأ أيضا:
قواعد الحزن السبعة.. هكذا تواجههاودمت بكل خير ووعي وسكينة.