أغلب من يُعذب في القبر أناس يفعلون أشياءً بسيطة جدًا لكنها مقززة جدًا، ألا وهم من لا يتطهرون من بولهم، فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استَنْزِهُوا من البول؛ فإنَّ عامَّة عذاب القبر منه»، وتَنَزّهوا هنا تعني (تطهروا)، فإن عامة عذاب القبر منه أي أن معظم الذين يُعذَبون في القبر، إنما يُعذبون بسبب عدم تطهرهم من البول، بعد قضاء الحاجة.
وعلى الرغم من أنه أمر بسيط جدًا، إلا أنه للأسف الكثير يقع فيه، وهو لا يعلم أنه بذلك يقع في مأزق كبير، لأنه ما بني على باطل كان باطلا، فإن توضأ بطل وضوئه، وإن حتى (تسبح) أي اغتسل ظل عليه أثار (الغوط)، فلا تقبل صلاته وربما قراءته في المصحف أيضًا.. فتخيل عزيزي المسلم كم الكارثة التي يقع فيها هذا الشخص وهو يستهين بما يفعل!.
طريقة التبول
أيضًا هناك من يتبول إلا أنه يطوله بعض هذا البول، فيقع في أمر كارثي أيضًا، وهو أن وضوءه لن يكون صحيحًا، فإذا أراد الإنسان أن يبول فعليه أن يبول في مكان لين، أو في المكان المنوط به قضاء الحاجة، لئلا يطير إليه الرشاش (رشاش البول)، فالمرأة والرجل كذلك عليهما جميعًا أن يعتنيا بهذا الأمر، فيكون البول في محل لا يطشش على الإنسان.
وإذا أصابه شيء منه، طشش على فخذه، أو طشش على قدمه، فيصب عليه الماء، ويغسله عن ما أصابه، حتى يكون قد تطهر من البول، وإذا كان المحل لين كالأرض اللينة، أو وضع الفرج على نفس الجحر الذي يذهب فيه الماء، حتى لا يطشش عليه كفى ذلك، لكن بكل حال التنزه والتحرز طيب، فلو قدر أنه صادف البول حافة المحل البول فطشش على فخذ أو على ساق أو قدم، فإن المسلم والمسلمة عليهما أن يغسلا ذلك ثم يكملا الوضوء.
اقرأ أيضا:
وسيلة رائعة لتحقيق الإخلاص.. تعرف عليهاليس بالأمر الهين
فتخيل، يا من تتصور أن عدم الاهتمام بالنظافة في (الحمام) بعد التبول، أنه أمر هين.. عليك أن تراجع نفسك جيدًا، وأن تتأكد بأن هذا الأمر ليس بالهين أبدًا.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مر النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة أو مكة فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يعذبان وما يعذبان في كبير، ثم قال بل كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة»، إذن ترك التنزه والاستبراء من البول محرم بل اعتبره كثير من أهل العلم من الكبائر، فللأسف بعض الناس يتبول وهو في مهب الريح، فتتطاير قطرات البول على الثياب، وهم يستهينون بهذا الأمر، فيصل بنجساته فلا تقبل صلاته، والطهارة واجبة لكي تحافظ على صحة الصلاة.