لا يمكن أن نفرق بين طاعة الله تعالى وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فطاعة الرسول من طاعة الله وطاعة الله من طاعة الرسول قال تعالى: {وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ} (الحشر:7). قال ابن كثير: "أي مهما أمركم به فافعلوه ومهما نهاكم عنه فاجتنبوه، فإنه إنما يأمركم بخير وإنما ينهى عن شر".
طاعة الرسول مقدمة على هواك وما تختاره:
والمعروف شرعًا أن طاعة الله تعالى والرسول صلى الله عليه وسلم مقدمة على اختيار المرء هواه وما يريده، قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} (الأحزاب:36)، قال السعدي في تفسيره: " أي: لا ينبغي ولا يليق، ممن اتصف بالإيمان، إلا الإسراع في مرضاة الله ورسوله، والهرب من سخط الله ورسوله، وامتثال أمرهما، واجتناب نهيهما، فلا يليق بمؤمن ولا مؤمنة {إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا} من الأمور، وحتَّما به وألزما به {أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} أي: الخيار، هل يفعلونه أم لا؟ بل يعلم المؤمن والمؤمنة، أن الرسول أولى به من نفسه، فلا يجعل بعض أهواء نفسه حجاباً بينه وبين أمر الله ورسوله".
طاعة الرسول سبب مباشر لدخول الجنة:
وطاعة الرسول سبب مباشر لدخول الجنة فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كلُّ أمتي يدخلون الجنة إلا من أبَىَ، قالوا: يا رسول الله، ومن يأبَىَ؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبَىَ) رواه البخاري.
ولهذا فمن يعصي الرسول فكأنما يرفض دخول الجنة بعصيانه من كان سببًا في دخولها.
سرعة استجابة الصحابة لأوامر النبي:
ومن المعلوم أن الصحابة رضوان الله تعالى عنم أجمعين لديهم سرعة استجابة الصحابة لأوامر النبي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه: (أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتماً من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه، وقال: يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده، فقيل للرّجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ خاتمك انتفع به، قال: لا والله لا آخذه أبدا، وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم) رواه مسلم.
فالنبي صلى الله عليه وسلم حرم الحرير والذهب فعن عليِّ بنِ أبي طالب رضي الله عنه قال: (إنَّ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم أخذ حريراً فجعله في يمينه، وأخذ ذهباً فجعله في شماله، ثم قال: إنَّ هذيْن حرامٌ على ذكورِ أمتي) رواه أبو داود وصححه الألباني.