مرحبًا بك يا عزيزي..
أقدر مشاعرك وأتفهم غضبك، ولكن ذلك كله يا عزيزي لا يعني أن تفكر في هدم المعبد على رؤوس الجميع، فليس الطلاق هو حل المشكلات الزوجية.
إن من جمال العقل وحكمته، وضع الأمور في حجمها ونصابها، وكما يقول المثل اللبناني :" كبرها بتكبر، وصغرها بتصغر"، وليس من الحكمة أن نبحث عن "المنغصات" في حياتنا، التي تكدر عيشنا فنجعلها "القضية" ، ومن ثم تصبح مبررًا لأي شيء ننتصر به لأنفسنا في القضية.
أتفهم غضبك، ولا أنكره عليك، ولكن تعاملك مع الخطأ الذي يقع من زوجتك –ولم تذكره-بالشتم والضرب، ثم الشك والرغبة في التطليق مما لا يمكن قبوله على الاطلاق.
ما أراه وأنت تصف العلاقة بأنها مستقرة، وتصف ما بينكما أنه "حب"، وأنها أم أولادك، وتتودد إليك، أن تراقب ما حدث لك أنت!!
نعم ما الذي طرأ على تفكيرك فجعلك لا تثق في نفسك، ولا تعتبر الأمر عابرًا وغير مؤثر على علاقتكما، ومابينكما من عاطفة وعشرة؟
كيف ينسجم كل ما ذكرت من صفات للحياة بينكما مع "الشك"؟
راقب حياتك الاقتصادية، الاجتماعية، النفسية، وارصد الضغوط التي تعاني منها، وربما زوجتك أيضًا وهو ما يحدث هذه "التغيرات المزاجية"، وأخطاء التفكير التي ستقلب حياتك وحياة أسرتك رأسًا على عقب.
ولا يعد هذا الحديث معك يا عزيزي تبرئة لتصرف زوجتك الذي يغضبك، ولا اخلاء لطرفها عن القيام بتصرف غير لائق وضرورة التوقف عنه، ولكنه حديث مع رجل مسئول عن ردود أفعاله، ومسئوليته تجاه أسرته، وحياته الزوجية، والعائلية.
الحل يا عزيزي ليس في الطلاق، وإنما في مراقبة نفسك وظروفك التي جدت حتى تصل لأسباب التعنيف البدني والكلامي والنفسي الذي تمارسه مع زوجتك، وأم أولادك، ولا بأس من طلب المساعدة النفسية المتخصصة من معالج نفسي زواجي، ووفق خطة علاجية مناسبة للمشكلة، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.