إذا كنت تفكر في التعدد، عليك أن تعرف الشروط أولاً، قبل الإقدام على الزواج ثانية، لأن التعدد قيده الإسلام بشروط يجب توافرها أولاً، ومن ثمّ عليك أن تعرفها جيدًا قبل التفكير في الأمر، فإذا وجدت نفسك تنطبق عليك هذه الشروط، خض التجربة، لكن إن لم تكن كذلك فراجع نفسك جيدًا، لأن الأمر ليس بالهين.
الإسلام أباح للرجل أن يتزوج بأكثر من واحدة إلى أربع نساء، بشرط أن تتوفر قدرته المالية والبدنية، وبشرط أن لا يخشى عدم العدل إذا جمع بين أكثر من امرأة، قال سبحانه: «يقول تعالى: فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً» (النساء:3)، ويقول في آية أخرى: «وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ» (النساء:129).
شروط التعدد
أما شروط التعدد فهي كالتالي:
- ألّا يتزوج الرجل بأكثر من أربع نساءٍ في وقتٍ واحدٍ.
- أن يكون الزوج قادرًا على الإنفاق على جميع زوجاته
- أن يكون الزوج قادرًا على العدل بين زوجاته؛ ويكون العدل بالتسوية بينهم بالإنفاق والمبيت وحسن المعاشرة؛ وليس مقصودًا بالعدل التسوية بالعاطفة والمحبة والميل القلبي، فهذه أمور فطرية قلبية لا يستطيع أي شخص التحكم بها
- من شروط تعدد الزوجات أن يمتلك الزوج القدرة البدنية التي تمكنه من الجماع وإعفاف زوجاته.
- أن يكون الزوج قادرًا على حماية نفسه من الانشغال والافتتان بالزوجات عن أمور الدين، مما يجعله مقصرًا بعيدًا عن حقوق الله
- أن لا تكون الزوجات قريبات جدًا، فقد منع الإسلام الرجل من أن يجمع بين المرأة وعمتها، والمرأة وخالتها، لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يُجمعُ بين المرأة وعمَّتها، ولا بين المرأة وخالتها».
رخصة التعدد
التعامل مع رخصة التعدد ليس أمرًا جديدًا، لأنه موجود في التراث وقرره العلماء، إلا أنه قد أهيل التراب على هذا التراث، وانتشر فهم آخر تسبب في المآسي المنتشرة حاليًا، الأمر الذي دفع البعض لاتهام الإسلام أنه هو الذي فتح باب التعدد، رغم أن الإسلام جاء ليضع حدًا لفوضى التعدد التي كانت موجودة في المجتمع قبل مجيئه بعدما كان الأمر مطلقًا، ومن ثمّ فإنه على الرجل الذي يريد التعدد -الذي يعد حق طبيعي للرجل في بعض الحالات-، ألا يظلم زوجته الأولى مع الحرص على نيل الاحترام ذاته الذي اعتادت عليه قبل الزواج من الثانية.
علاوة على أنه يجوز لها طلب الطلاق للضرر، في حالة أنها لم تقبل الحياة مع زوجة أخرى وكذلك غير جائز للزوج أن يحبسها.. كل ذلك مع ضرورة الالتزام بالعدل بين الزوجات في الأمور كافة، مثل بشاشة الوجه والمعاشرة والمبيت والأمور المادية، ولا يجوز مخالفة ذلك، بينما الرجل الذي يقصد من الزواج بامرأة ثانية قهرًا لزوجته الأولى، عذابه عند الله شديد.