التابعي الجليل أبو عاصم عبيد بن عمير الليثي "نحو 5 هـ - 73 هـ" ولد في العام الخامس من الهجرة ولم يجمع المؤرخون علي كونه صحابيا رغم ما ذكره البخاري أنه رأى النبي ﷺ، وعداده في كبار تابعي مكي. أحد رواة الحديث النبوي، وهو أول من قصّ القصص لوعظ الناس في الإسلام في خلافة عمر بن الخطاب، قال ابن سعد البغدادي: «أول من قص عبيد بن عمير على عهد عمر بن الخطاب

وتجمع الرويات علي أن  أبو عاصم عبيد بن عمير بن قتادة الليثي ولد  في حياة النبي محمد، ولأبيه عمير بن قتادة صُحبة. كان عبيد بن عمير أول من جلس لوعظ الناس بالقصص على عهد عمر بن الخطاب، وكان عبد الله بن عمر من بين من يحضرون مجلسه. كان عبيد بن عمير من أكثر الناس بلاغة، وكان ينخرط في الوعظ، ويبكي حتى يبلل الحصى بدموعه .

من هوالتابعي الجليل عبيد بن عمير الليثي ؟

وقد كني التابعي الجليل  عبيد بن  عمير الليثي بأَبَا عَاصِم، قاص أهل مكة. ذكر الْبُخَارِيّ أَنَّهُ رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وذكره مُسْلِم بْن الْحَجَّاج فيمن ولد على عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وهو معدود فِي كبار التابعين، سمع عُمَر بْن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن الْعَاص، وعائشة أم المؤمنين رَضِيَ اللَّهُ عنهم، ولأبيه عُمَيْر بْن قَتَادَة صحبة .

ويري عدد كبير من كتاب السير أنه كان  ثقةً كثير الحديث. الطبقات الكبير وذكر أن له رواية عن عُمر، وعلي، وأبي ذَرّ، وأُبيّ بن كعب، وأبي موسى، وعائشة، وابن عُمر، وغيرهم. روى عنه عبد الله بن أبي مُليكة، وعطاء، ومجاهد، وعبد العزيز ابن رُفيع، وعمرو بن دينار، وأبو الزبير، ومعاوية بن قُرّة، وآخرون."الإصابة في تمييز الصحابة. "سمع عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص" الاستيعاب في معرفة الأصحاب.

اظهار أخبار متعلقة

وكان التابعي الجليل عبيد بن عمير الليثي رحمه الله من كبار رواة الحديث  حيث روى عن: أبيه عمير بن قتادة الليثي وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وأبي ذر الغفاري وعائشة بنت أبي بكر وأبي موسى الأشعري وعبد الله بن عباس وأبي بن كعب وعبد الله بن حبشي وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة وأم سلمة.

وكذلك روى عن التابعي الجليل  ابنه عبد الله بن عبيد وعطاء بن أبي رباح وابن أبي مليكة وعمرو بن دينار وعبد العزيز بن رفيع وأبو الزبير المكي وأبو سفيان طلحة بن نافع وعبد الحميد بن سنان وعبيد الله بن أبي يزيد المكي وعلي الأزدي وقطن بن وهب ومجاهد بن جبر ومسلم بن شداد ومعاوية بن قرة المزني ووهب بن كيسان ويسار أبو نجيح ويوسف بن ماهك وأبو بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة.

التابعي الجليل ورواية  الحديث النبوي

ويعد التابعي أيضا من علماء الجرح والتعديل و قال عنه  الذهبي: «كان من ثقات التابعين، وأئمتهم بمكة»، وقال ابن سعد: «كان ثقة كثير الحديث»، كما وثّقه يحيى بن معين وأبو زرعة الرازي، وروى له الجماعة

وبعد حياة حافلة بالمناقب افناها في الوعظ وقصص الأنبياء وسيرة النبي ورواية الحديث فضلا عن ملكات لغوية وبلاغية نادرا ما تتكرر دفعت رواد الحرم المكي علي الالتفاف حوله وعلي رأسهم الصحابي الجليل عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما الي الاستماع إليه والاستمتاع بوعظه بل والبكاء من شدة التأثر لقي الصحابي الجليل عام 73هجرية قبيل ان يلحق به الصحابي الجليل عبدالله بن عمر بأيام

ومن أبرز مناقب التابعي الجليل علمه وزهده وعفافه لدرجة أنه قيل في حقه : "هناك من أهل العفاف من صير الفاتنات عابدات، واستطاع بوعظه ومخافته من الله أن يؤثر فيمن أردن الإيقاع به في أحضان الرذيلة فعدن تائبات راهبات بعد أن كن في الفحشاء راغبات.

اظهار أخبار متعلقة

وقد ترددت الكثير من القصص عن زهده وتعففه ومنها ما روي عن الإمام العجلي حيث قال : " كانت امرأة جميلة بمكة ، وكان لها زوج ، فنظرت يوما إلى وجهها في المرآة فقالت لزوجها : أترى أحدا يرى هذا الوجه ولا يفتتن به ؟ ، قال : نعم ، قالت : من ؟ ، قال : عبيد بن عمير ، قالت : فأذن لي فيه فلَأَفتنّنه ، قال : قد أذنت لك .

وهنا اتته الزوجة  كالمستفتية ، فخلا معها في ناحية من المسجد الحرام ، فأسفرت عن وجهها ، فقال لها : يا أمة الله اتقي الله ، فقالت : إني قد فتنت بك فانظر في أمري ، قال : إني سائلك عن شيء ، فإن أنت صدقت نظرت في أمرك ، قالت : لا تسألني عن شيء إلا صدقتك ،

التابعي الجليل ومحاولةالإيقاع به

وهنا خاطبها التابعي الجليل بالقول  : أخبريني ، لو أن ملك الموت أتاك ليقبض روحك ، أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة ؟ ، قالت : اللهم لا ، قال : صدقت ، فلو أُدخلت في قبرك ، فأُجلست للمساءلة ، أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة ؟ ، قالت : اللهم لا ، قال : صدقت ، فلو أن الناس أعطوا كتبهم ولا تدرين : أتأخذين كتابك بيمينك أم بشمالك ، أكان يسرك أنى قضيت لك هذه الحاجة ؟ قالت : اللهم لا .

وعاد التابعي الجليل للقول مجددا قال : صدقت ، فلو أردت المرور على الصراط ، ولا تدرين تنجين أم لا تنجين ، أكان يسرك أنى قضيت لك هذه الحاجة ؟ ، قالت : اللهم لا . قال : صدقت ، فلو جيء بالموازين وجيء بك لا تدرين : تخفين أم تثقلين ، أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة ؟ ، قالت : اللهم لا . قال : صدقت ، فلو وقفت بين يدي الله للمساءلة ، كان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة ؟ قالت : اللهم لا . قال صدقت   وفي هذا السياق واصل التابعي الجليل مخاطبة الزوجة بالقول :اتقي الله يا أمة الله ؛ فقد أنعم الله عليك وأحسن إليك