مرحبًا بك يا عزيزي..
أقدر مشاعرك وأتفهم ما تعاني منه.
لا شك أن القسوة والتعالي والتكبر والعناد والتمرد وعدم قبول الشريك كما هو، هي من أكبر أسباب الطلاق الصامت أو الخرس الزوجي، وهي بلا شك تؤدي لابتعاد كل من الشريكين عن بعضهما البعض، لذا فإن البحث في أسباب المرض يا عزيزي هو السبيل للعلاج، إن نظرة متأملة للوصية بالمودة والرحمة والمعاملة بمعروف في الشراكة الزوجية، نعرف منها كيف يفعل العكس بالعلاقة .
المؤكد أن الخرس لم يزوركم ويستوطن إلا بعد تراكم عدة مواقف، سوء تصرف، ثم كتمان للغضب، وتفضيل خاطيء لعدم الصراحة أو للصراحة غير المرغوب فيها والتى تكون على شكل صراخ وصوت عالي وشجار وعتاب، مما يمزق نسيج العلاقة ويشوه صورة كل من الشريكين لدى الآخر، فيصبح مصدرًا للكدر، والضيق، وما من حل سوى بالانفصال عنه كليًا، أو جزئيًا بالخرس والجفاء العاطفي.
لكننا دائمًا نقول أن المجيء متأخرًا خير من عدمه، لازال هناك أمل في بذل جهد ربما تنصلح به الأحوال، فإصلاح حياتك مع زوجتك يحتاج إلى مبادرة، فلم لا تتسلم أنت زمامها؟!
تلك الحياة التي تفتقد إلى الحيوية والبهجة، بحاجة إليك يا عزيزي ربان السفينة، بعد بناء دام لعشرين عامًا، يستحق منك ذلك، فلا تبخل أو تضن أو تستكثر.
لم لا تبدأ بكسر حاجز الصمت؟، لم لا تبادر بالتودد، وإن وجدت صدودًا في البداية –وهذا محتمل-، فاصبر ودع الوقت يلعب لعبته؟
فكر مثلًا في دعوة زوجتك لقضاء وقت في الهواءالطلق في النادي أو الحدائق، أو رحلة قصيرة لشاطيء البحر، وأضف روح الفكاهة والمرح قدر المستطاع، لا مانع من التفكير والبحث عن لغة حوار جديدة بينكما، فالشجار والعصبية وتبادل الإتهامات هي لغة حوار مميتة للعلاقة، يمكنك مثلًا طرح نقاشًا يثير اهتمام زوجتك، تحدث في موضوع جديد تعلم أنه في نطاق اهتمامها .
فكر يا عزيزي ولن تعدم الحيلة، أنت فقط بحاجة لتحفيز نفسك، وشحذ ارادتك، لبذل هذاالجهد واحسان الظن بالله، واحتساب النية.
هب حياتك مع زوجتك يا عزيزي قبلة الحياة، وإن عجزت عن فعل ما سبق فلا تتردد في طلب المساعدة النفسية المتخصصة من معالج زواجي ماهر وثقة، حتى يمكن وضع خطة علاجية مدروسة لكما.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.