الصمت عبادة سهلة ووسيلة رائعة لدخول الجنة.. وهذا هو الدليل
بقلم |
محمد جمال حليم |
الثلاثاء 29 اكتوبر 2024 - 01:23 م
لا يمكن الاستهانة بشأن الكلمة فهي برغم سهولة النطق بها فإن تحدد طريقك وتكون سببًا إما في رضا الله عنك وبالتالي دخول الجنة وإما مقت الله ومن ثم دخول النار. وقد حذر الله تعالى من شأن الكلمة والتلفظ بها دون وعي أو إدراك لأن هناك من يسجل عليك كلماتك من الملائكة، قال تعالى:{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:18].
الصمت نجاة: الصمت نجاة ليس في فقط في الدنيا لكن أيضًا في الآخرة، من يصمت أو يكون قليل الكلام تقل أخطاؤه ومن ثم تقل المؤاخذات على ما يتكلم به العبد لهذا كان في السكوت سلامة ونجاة وفي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: (من صمت نجا) [أحمد والترمذي]. وفي هذا المعنى يقول الشاعر: الصمت زين والسكوت سلامة فإذا نطقت فلا تكن مِهذار ما إن ندمتُ على سكوتي مرة ولقد ندمتُ على الكلام مرارا
الصمت طريقة للجنة: والصمت طريقك للجنة ليس ادعاء بل حقيقة بهذا جاء الحديث فمن لزم الصمت قل خطأه ولهذا فإن المؤمن عليه ان يقلل من الكلام ولا يتكلم إلا بخير فإن لم يستطع التكلم بخير فالصمت هنا هو أفضل وسيلة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت". يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه". وفي الحديث عن سهل بن سعد رضي الله عنهما مرفوعاً: «من يضمن لي ما بين لَحْيَيْهِ وما بين رجليه أضمن له الجنة».
في الصمت مغنم كبير: وفي الصمت مغنم كثير لأن اللسان من أخطر الجوارح لهذا فإن الجوارح كلها تكفره صباح كل يوم وقد جاء في الحديث: "إذا أصبح ابنُ آدمَ فإنَّ الأعضاءَ كلَّها تُكفِّرُ اللَّسانَ فتقولُ: "اتَّقِ اللهَ فينا، فإنَّما نحن بك، فإن استقمتَ استقمنا، وإن اعوججتَ اعوججنا". وقد وروي عن النبي – صلى الله عليه وسلم- بسند فيه ضعف أنه قال: "رحم الله من قال خيرا فغنم، أو سكت فسلم".
الصمت عن فضول الكلام: والصمت لا يكون عن المحرم فقط بل عن فضول الكلام أيضا أو عن الكلام الذي قد يفهم خطأ؛ فالمؤمن الذي يمسك لسانه عن فضول الكلام يدخل الجنة بسلام؛ فمن وسائل النجاة في الدنيا والآخرة الصمت وحفظ اللسان، سأل عقبة بن عامر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما النجاة؟ قال: "أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك". وعن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: عظني وأوجز، فقال: «إِذَا قُمْتَ فِي صَلَاتِكَ فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ، وَلَا تَكَلَّمْ بِكَلَامٍ تَعْتَذِرُ مِنْهُ غَدًا، وَاجْمَعْ الْإِيَاسَ مِمَّا فِي يَدَيْ النَّاسِ» [رواه أحمد]. فقال أحدهم: "أنا أندم على ما قلت، ولا أندم على ما لم أقل" وقال الآخر: "إنّي إذا تكلمت بالكلمة ملكتني ولم أملكها، وإذا لم أتكلم بها ملكتها ولم تملكني" وقال الثالث: "عجيب للمتكلم، إن رجعت عليه كلمته ضرّته، وإن لم ترجع لم تنفعه"، وقال الرابع: "أنا على ردّ ما لم أقلّ أقدر مني على ردّ ما قلتُ".