توصلت دراسة واعدة إلى أن تبريد خلايا أورام المخ قد يؤدي إلى معدلات نجاة أفضل من السرطان، بعد تجربة ناجحة على الفئران.

جاء ذلك بعد أن عمد مهندسو الطب الحيوي بجامعة ديوك الأمريكية إلى خفض درجة حرارة الخلايا السرطانية للورم الأرومي الدبقي - ورم خبيث في المخ يقاوم العلاج - أولاً في أنبوب اختبار، ثم في الفئران الحية، ووجدوا أن الخلايا السرطانية ستتوقف عند 20 درجة مئوية عن النمو.

ويعد السرطان مرضًا مميتًا بشكل كبير، حيث تم تشخيص قرابة 40 في المائة فقط من الناس على قيد الحياة في العام الأول. فيما يتبقى 17 في المائة على قيد الحياة بعد العام الثاني. لذا، فإن التكنولوجيا المستخدمة يمكن أن تكون نعمة كبيرة لمرضى سرطان الدماغ، الذين يحتاجون إلى علاجات باهظة الثمن في العادة ومرهقة جسديًا.

يأتي التطور الذي توصلت إليه الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة "ساينس" بعد أيام فقط من تطوير فريق في جامعة كولومبيا جهازًا يمكنه إرسال العلاج الكيميائي مباشرة إلى خلايا ورم الدماغ دون قتل الخلايا العصبية السليمة.

اظهار أخبار متعلقة

وقف نمو الأورام الأرومية الدبقية

وابتكر فريق الباحثين، طريقة جديدة لوقف نمو الأورام الأرومية الدبقية، من خلال عزل خلايا الورم الأرومي الدبقي البشرية، وكذا خلايا الفئران في طبق بتري، عبر استخدام جهاز لخفض درجات الحرارة ببطء من 37 درجة مئوية، 30 درجة، 25 درجة، وصولاً إلى 20 درجة مئوية.

وأدى الانخفاض إلى 30 درجة إلى خفض معدل نمو الخلايا السرطانية في الفئران. عند 25 درجة، توقفت الخلايا السرطانية البشرية عن النمو. ولكن لم يتوقف نمو خلايا الورم الأرومي الدبقي في الفئران إلى 20 درجة مئوية. ثم اختبر الباحثون درجات حرارة منخفضة في الفئران الحية المصابة بورم أرومي دبقي.

وكانوا قادرين على التصرف والتحرك والأكل بشكل طبيعي، وهي علامة واعدة على أن الأشخاص الذين يعانون من السرطان سيكونون قادرين على الاستمرار في حياتهم الطبيعية أثناء خضوعهم للعلاج. ونجت معظم الفئران المعالجة على الأقل مرتين من تلك التي لم يتم علاجها.

يشار إلى أن انخفاض حرارة الجسم كوسيلة لوقف نمو الورم ليس بالأمر الجديد. على الرغم من أن العلاج عادة ما يتضمن درجات حرارة أقل من درجة التجمد. والاستخدام القياسي الحالي لانخفاض درجة حرارة الجسم في رعاية مرضى السرطان هو الجراحة البردية، وهي طريقة تعود إلى الأربعينيات من القرن الماضي.

أداة التبريد قادرة على تدمير الأنسجة غير الطبيعية

ويقوم الطبيب بإدخال أداة تسمى مسبار التبريد الذي تم تجميده بمساعدة النيتروجين السائل. وأداة التبريد قادرة على تدمير الأنسجة غير الطبيعية ، مثل الأورام. لكن العيب الرئيسي لمثل هذا الإجراء هو خطر تعرضه للتلف العرضي لأنسجة المخ السليمة المحيطة بالخلايا السرطانية. وخفف الباحثون من المخاطر من خلال التوقف عن خفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.

وكتبوا: "بينما أظهر علاج انخفاض حرارة الجسم تنخر الورم مع التهاب الكريات البيض في المنطقة المباشرة من المسبار، لم يكن هناك أي تلف واضح في متني الدماغ المجاور".

والعلاج الأساسي للورم الأرومي الدبقي هو الجراحة التي يتبعها العلاج الكيميائي الشاق والعلاج الإشعاعي.