التقشير المفرط والغسل بالماء شديد السخونة وحتى استخدام المناديل الورقية يعد من أكبر الأخطاء التي يرتكبها الأشخاص عند غسل الوجه، إذ يمكن أن تدمر الحاجز الطبيعي للبشرة وتصيبها بالجفاف وتسد المسام.

البساطة والابتعاد عن التعقيد 

من أقنعة الوجه بالفحم إلى ترطيب الوجه بالفازلين، تزخر وسائل التواصل الاجتماعي بنصائح لتنظيف البشرة، كن اتباعها قد لا يكون أفضل طريقة للحفاظ على توهج صحي.

ويحذر أطباء الأمراض الجلدية من أن اتخاذ العديد من الخطوات، باستخدام العديد من المواد الكيميائية المختلفة، يمكن أن يجرد البشرة من زيوتها الطبيعية، مما يجعلها متقرحة وجافة، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل".

وقالت الدكتورة بينيلوبي براتسو، استشاري الأمراض الجلدية والمتحدث باسم مؤسسة الجلد البريطانية: "الخطأ الأكثر شيوعًا الذي يرتكبه الناس في روتين العناية بالبشرة هو أنهم يميلون إلى تعقيدها".

وأضافت، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل": "يحب الناس متابعة أحدث اتجاهات العناية بالبشرة على النحو الموصى به على وسائل التواصل الاجتماعي. يمكن أن يؤدي هذا غالبًا إلى أنظمة معقدة قد لا تكون مناسبة لبشرتهم وتؤدي إلى تهيج الجلد".

لكن لا يوجد "مقاس واحد يناسب الجميع" عندما يتعلق الأمر بالعناية بالبشرة. إذ يجب أن يكون الروتين الخاص بالبشرة فريدًا ومخصصًا لنوع البشرة، وفقًا للدكتورة براتسو، محذرة من تقليد المشاهير عند اتباع نظام معين.

من جهتها، تقول الدكتورة سالومي دارامشي، أخصائية الأمراض الجلدية في برمنجهام، إن "الأقل يعني الكثير"، مقترحة الالتزام بروتين بسيط، يتكون من خطوتين إلى أربع خطوات.

قالت: اغسلي وجهك في الصباح، ضعي المرطب والواقي من الشمس. في المساء قبل الذهاب إلى السرير، اغسلي الوجه مرتين، وأزيلي مكياجك ثم اغسليه مرة أخرى برفق للتأكد من نظافة البشرة واستخدام المرطب".

وينصح الخبراء بالابتعاد عن قطع الصابون واستخدام غسول الوجه اللطيف، تفاديًا لجفاف البشرة.

توقف عن الفرك 

خطأ شائع آخر يرتكبه الناس هو تنظيف البشرة بشكل مفرط. فعلى الرغم من أن التقشير يزيل خلايا الجلد الميتة والزيوت والأوساخ مما يساعد على جعل البشرة تبدو خالية من العيوب، إلا أنه سيزيل أيضًا الخلايا السليمة من الجلد، وفقًا للخبراء، مما يمكن أن يؤدي إلى التهيج، تمامًا مثل الالتزام بنظام شديد التعقيد.

قالت الدكتورة براتسو: "أنا لست من محبي التقشير الجسدي للوجه لأنه غالبًا ما يكون مؤلمًا للجلد ويسبب تهيجًا أو جفافًا أو ظهور البثور".

بدلاً من ذلك، توصي باستخدام مقشر كيميائي، مثل حمض الجليكوليك والريتينول، حيث تعمل هذه المواد على مدى 10 دقائق تقريبًا لتقشير البشرة بلطف، مع نتائج ملحوظة في غضون أسبوعين.

وأضافت: "يُعتقد أن مناشف الوجه المصنوعة من الألياف الدقيقة ألطف على البشرة، وتساعد على التقشير لمن لديهم بشرة حساسة. ولذلك قد تكون مفيدة إذا كنت تضعين المكياج للمساعدة في إزالته في نهاية اليوم".

ووافقت الدكتور دارامشي الرأي على أن قطعة القماش المصنوعة من الألياف الدقيقة مقشر لطيف جيد مثل الإسفنج الناعم.

لكن الدكتور كاجال باباميري، طبيب الأمراض الجلدية في مانشستر، تقول إنه يجب علينا وضع قطعة القماش على الوجه بالكامل لصالح استخدام أيدينا للتنظيف بالماء والغسيل اللطيف.

وأضافت: بالتأكيد استعملي يديك في غسل وجهك. يمكن أن تكون قطعة القماش كاشطة للغاية، فأنت تأخذين الكثير من الجلد. ما تريده هو إزالة الجلد الميت ولكن لا تكوني عدوانيًا جدًا لدرجة أنه يضر الجلد بالفعل".

اظهار أخبار متعلقة

الإفراط في الغسيل 

يعتبر غسل وجهك مرتين يوميًا هو الحد الأمثل، وفقًا لأطباء الأمراض الجلدية، مما يساعد في الصباح والليل فقط على إزالة الأوساخ والشحوم وإبعاد العيوب.

لكن إذا بدأت في محاولة تنظيفه أكثر من ذلك، فقد ينتهي بك الأمر ببشرة جافة أو متهيجة أو حتى متقطعة.

وأوضحت الدكتورة دارامشي أن الإفراط في الغسيل لا يسبب الجفاف فحسب، بل يسبب حب الشباب أيضًا.

قالت: "الغسل المفرط للوجه يزيد من إفراز الزهم، وهو أحد أسباب حب الشباب". يمكن أن يؤدي أيضًا إلى تلف حاجز الجلد، ويسبب احمرار الجلد وجفافه.

وتحذر الدكتورة براتسو أيضًا من أنه بالنسبة لأولئك المعرضين للإكزيما، حتى الماء يمكن أن يكون مصدر إزعاج يسبب اشتعال النيران.

ويقترح أطباء الجلد علاجات الترطيب الطبية لمن يعاني من نوبات تهيج الأكزيما.

وبالنسبة لأنواع البشرة العادية، تنصح الدكتورة براتسو: "التمسك بنفس مبادئ بدء روتين النهار والليل من خلال تنظيف بشرتك بمنظف مناسب لنوع بشرتك ، وإنهائها بمرطب مناسب".

وأضافت: "أوصي دائمًا بإضافة واقي من الشمس لحماية بشرتك من أشعة الشمس على مدار العام".

الماء الساخن والبارد

يمكن أن يؤدي الماء شديد السخونة أو البرودة إلى جفاف الجلد بشكل مفرط، والذي بدوره يمكن أن يتسبب في زيادة إفراز الدهن مما يجعلها دهنيةونتيجة لذلك، تكون متشققة.

قالت الدكتور دارامشي: "يجب أن يكون الماء دافئًا، وغالبًا ما يستخدم الناس الماء الساخن أو البارد جدًا. إذا كان الماء شديد السخونة، يمكن أن يتلف الجلد، ويمكن أن يسبب احمرارًا ويجفف الجلد. كما أنه يضر بحاجز الجلد".

ويعد الماء الفاتر هو الأفضل عند غسل الوجه، كما ينصح الخبراء.

وعلى الرغم من أن بعض الناس يستخدمون الماء الساخن لفتح المسام ثم الماء البارد لإغلاق المسام، إلا أن الدكتورة دارامشي ادعت أنه ليس له تأثير في الواقع.

ورأت أن فتح المسام أمر مستحيل من الناحية الفنية، نظرًا لأن المسام ليست عضلات، فإنها لا يمكن أن تنفتح وتتقلص، لذلك لا فائدة تذكر من القيام بذلك.

لكن الدكتورة دارامشي قال إنه عندما ترش وجهك بالماء الدافئ، فإنه ببساطة يخفف الزهم، وهو الزيت الموجود في الوجه، مما يسمح له بالانزلاق. وبالمثل، يؤدي رش الماء البارد على الوجه إلى تقلص العضلات، مما يجعل الجلد مشدودًا، لكن المسام لن تصبح أصغر.

المناديل الورقية

يمكن أن تكون مناديل الوجه سهلة الاستخدام، لأنها تجعل الوجه نظيفًا على ما يبدو في ثوانٍ. لكن خبراء قالوا إن مناديل الوجه التي تستخدم لمرة واحدة جيدة تستخدم في إزالة المكياج، لكنها ليست مصممة لتستخدم لغسل الوجه يوميًا.

قال الدكتور باباميري: "مناديل الوجه جيدة في إزالة المكياج، لكن لا ينبغي أن تكون منظفك وليس لغسل وجهك". واستخدام الماء قد يكون أفضل من استخدام المناديل المبللة الجاهزة، كما يحذر أطباء الأمراض الجلدية.

قالت الدكتورة براتسو: "استخدام منظف مناسب بالماء، مع أو بدون قطعة قماش قابلة لإعادة الاستخدام للوجه أفضل من استخدام مناديل الوجه التي تستخدم لمرة واحدة".

وبررت ذلك بأن "المناديل المبللة ليست فعالة أيضًا في مسح كل الأوساخ والماكياج والزيوت من اليوم. إذا تركت الأوساخ على الوجه، فيمكن أن تؤدي بمرور الوقت إلى انسداد المسام والتشقق والتهيج من المنتجات المتبقية على الجلد".