طور باحثون تقنية جديدة تبدو آمنة وفعالة إلى حد كبير تسمح باختيار جنس الجنين للراغبين في الإنجاب.

ويقول الباحثون، ومن بينهم البروفيسور جيانبيرو باليرمو من طب وايل كورنيل بنيويورك، إن هذه التقنية "آمنة للغاية وفعالة وغير مكلفة ومقبولة من الناحية الأخلاقية".

غير أن مسألة اختيار جنس المولود لا تزال تثير مخاوف أخلاقية خطيرة، وتحظرها العديد من البلدان، كما تقول صحيفة "ديلي ميل".

وابتكر الباحثون، وفق النتائج التي نشرتها دورية "بلوس وان"، تقنية لفصل واختيار الحيوانات المنوية، مما يتيح تحديد جنس الجنين.

واختار فريق البحث، الحيوانات المنوية بناءً على ما إذا كانت تحتوي على كروموسوم X (أنثى) أو كروموسوم Y (ذكر)، باستخدام مقاييس الكثافة.

وكانت الحيوانات المنوية التي تحتوي على كروموسوم X أثقل قليلاً من تلك، التي تحتوي على كروموسوم Y، الأمر الذي مكنهم من تحديد كل منها بدقة.

اظهار أخبار متعلقة

نسبة نجاح تصل إلى 80 في المائة

وأجربت الدراسة على 105 رجال، 59 منهم كانوا يرغبون في إنجاب الإناث، فيما أراد 56 إنجاب ذكور.

وأسفرت التقنية عن 79.1 في المائة (231/292) أجنة من الإناث، مما أدى إلى ولادة 16فتاة دون أي تشوهات.

وانتهى الأمر بـ 46 من الأزواج الراغبين في إنجاب ذكر بنسبة 79.6 في المائة (223/280)، مما أدى إلى ولادة 13 طفلًا رضيعًا يتمتع بصحة جيدة.

وعلق الباحثون على الابتكار المثير للجدل: "على الرغم من أنه قابل للنقاش من الناحية الأخلاقية، إلا أن التعبير عن تفضيل الجنس للذرية أمر شائع بين الأزواج، ولا يقتصر على أولئك الذين يخضعون لعلاج العقم. الإثراء الجنسي للحيوانات المنوية... يتيح اختيار الأجنة للجنس المطلوب".

وأضافوا: "لا تؤدي طريقة اختيار جنسنا إلى زيادة نسبة الأجنة المختلة الصبغية الإضافية، لذلك ، يمكن اعتبارها آمنة للغاية وفعالة وغير مكلفة ومقبولة من الناحية الأخلاقية.

مخاوف أخلاقية 

وقالت الدكتورة تشانا جاياسينا، رئيسة قسم طب الذكورة في إمبريال كوليدج لندن: "تظهر النتائج بشكل مقنع أن هذه التقنية قادرة على اختيار الحيوانات المنوية لتحديد جنس الأجنة المصنوعة باستخدام تلك الحيوانات المنوية".

وتابعت: "ومع ذلك، فإن إنجازهم الفني ضئيل مقارنة بالمخاوف الأخلاقية الجادة التي أثارها البحث"، وأشارت إلى المشكلات المحتملة التي يواجهها هذا النوع من الأبحاث.

وأضافت: "على الرغم من عدم وصفها في الدراسة، إلا أن أسلوبهم قد يتم تكييفه في المستقبل لاختيار سمات جسدية أخرى مثل الحيوانات المنوية التي تحتوي على جين يؤثر على الجلد أو لون العين. لذلك فإن هذا البحث يثير مخاوف أخلاقية جادة تحتاج إلى معالجة عاجلة من خلال التنظيم".

وفي الوقت الحالي، يخضع الأزواج الذين يسعون للحمل من خلال التلقيح الاصطناعي عادةً لعملية التشخيص الجيني قبل الزرع (PGD).

وتقوم هذه العملية بفحص الجنين المخصب بحثًا عن الاضطرابات الوراثية عندما يكون في مراحله الأولى. ويمكن أيضًا إخبار الوالدين بنوع طفلهما.

ويسمح للزوجين بالحصول على معلومات حول الجنين قبل زرعه. ويقول الخبراء إن التشخيص الوراثي قبل الزرع دقيق بنسبة 99 في المائة.