أخبار

٣ وصفات مجربة لإزالة الهم والغم والحزن وتفريج الكروب.. يكشفها عمرو خالد

عبيدة بن الحارث.. ماذا تعرف عن أول شهداء بدر؟

هل يجوز الكلام أثناء الطواف حول الكعبة؟

لهذه الأسباب..طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين؟

قصص رائعة في بر الوالدين.. لا تفوتك

ذكاء الشافعي.. ماذا قال عن تحريم سماع المزمار؟

انتبه.. هذه العلامات على اللسان مؤشر خطر

رقم قياسي.. بطل شطرنج نيجيري يلعب 60 ساعة متواصلة

عجائب الكرم لا تنتهي .. ثمانية أبواب في منزل واحد لإعطاء السائل

حتى لا تندموا بعد فوات الأوان.. لا تصدِّقوا آباءكم وأمهاتكم حين يقولون لكم: "شكراً"

الشكر في القرآن

بقلم | وليد متولي | الجمعة 14 ابريل 2023 - 07:11 م
هل للشكر علاقة بتطور ورقي الإنسان على المستوى المادي والمعنوي؟

هذا ما سنحاول الكشف عنه في السطور القادمة.

بداية نجد أن معنى الشكر وصفاته في اللسان العربي هو: الظهور من قولهم: دابَّة شكور؛ إذا ظهر عليها من السَّمن؛ أي زيادة الحجم فوق ما تُعطى من العلف.

فهي تكتفي بالقليل وتَسمَنُ عليه، وكذلك أشكر الضرع إذا امتلأ لبنا. وإذا نظرنا لهذين المثالين وقمنا بتحليل لهما، وجدنا أن هذه الدابة قامت بإثمار هذا العطاء وإن كان قليلا والعمل عليه للوصول إلى أكبر نماء يمكن الحصول عليه وظهور أثر ذلك عليه، وكذلك الضرع.

فالدابة لها فعل ونشاط في هذا العطاء الذي يظهر أثره عليها إذن فالشكر له فعل مقابل فعلَ المنعم بالعطاء فهو سبب في ظهور ذلك الأثر. ويتضح لنا ذلك من آيات الشكر كما في قوله تعالى: (لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَره وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ) 35/يس فللإنسان دخل ـ أي فعل ـ في مراعاة الثمار وزروعها وفي إعدادها في الصور المختلفة لتناولها..

وكذلك قوله تعالى: (وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ ۖ أَفَلَا يَشْكُرُونَ)73/يس، وذلك لكون الإنسان يراعي هذه الدواب ويقوم على تربيتها ثم الاستفادة من لحومها وألبانها بألوان من الأفعال المختلفة فالشكر يكون فيه الإنسان سببا في إظهار أثر النعمة عليه وهو فعلُ، يُنبئ عن تعظيم المنعم لكونه مُنعما بالإقرار له بجميله وفضله، والثناء عليه باللسان، وإثمار هذا العطاء على النحو المنتظر له.

وهذا المعنى يظهر من خلال قوله تعالى: (وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)78/النحل. فالشكر المطلوب هنا هو إثمار هذه القدرات في الإدراك والعلم والرقي بها وبصاحبها على النحو يُرضي الله تعالى عنه. فهذه القدرات هبة من الله المنعم للإنسان الذي جُعلت له حرية الاختيار في استعمال هذه القدرات والتي سيحاسب عليها فإن أحسن فله وإن أساء فعليه. (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)36/الإسراء.

وللشكر مجالات ثلاث: أحدهما: ما هو بين البشر وبعضهم وثانيها: بين البشر وخالقهم، وثالثا: ما هو بين الخالق والبشر.

فأما الشكر بين البشر وبعضهم، فهو يزيد من الترابط والإخاء بينهم لإقرار الشاكر، أي الآخذ للعطاء للمنعم، وإظهار الثناء عليه وعدم جحده مما يزيد من فرص المساعدة والعطاء بين القادر وغير القادر مما يصل بالمجتمع إلى درجات من النمو المادي والرقي الأخلاقي وذلك ما حفز إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: " لا يشكر الله من لا يشكر الناس". رواه الترمذي وأبو داود.

فالشكر عرفان بالجميل ونشره والثناء على من أسداه والوفاء له. أما ما هو بين البشر وخالقهم، فهو يتمثل في تصور النعمة والإقرار بها للخالق واستعمالها في طاعته، وكما قال سهل بن عبد الله، الشكر هو: الاجتهاد في بذل الطاعة مع الاجتناب للمعصية في السر والعلانية وهذا ما تعلمناه من سنة الرسول الكريم فيما صح عنه صلى الله عليه وسلم: " أنه قام ـ أي قيام الليل ـ حتى تورمت قدماه، فقيل له:


أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدًا شكورًا". رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها.

وهذا هو تعبير الرسول الكريم عن الشكر من الإقرار لله بمننه ونعمه عليه من النبوة والرسالة وغيرها وثنائه على الله باللسان كما ورد في سنته، وعمل بالجوارح في القيام بالعبادات والجهاد في الله حق جهاده، فصلى الله عليه وسلم. أما نقيض الشكر فهو كفران النعمة والجحود بها واستعمالها في المعصية، وذلك ما كان من صاحب الجنتين في سورة الكهف، وقارون الذي كان من قوم موسى عليه السلام في مقابلة إمداد الله له بالعلم والصحة والقدرة، بالكفران والجحود ورؤية فعل نفسه فقط في هذه النعم، وهذا ما يمثله قوله: (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي)78/القصص أعاذنا الله تعالى من هذا الخزي والكفران.

أما الشكر فيما هو بين الخالق والبشر فهو متمثل في الدنيا بمزيد من العطاء والخير بكل أنواعه مع إثابته على الأعمال الصالحة الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، وأما في الآخرة فتكون المكافأة الكبرى، وهي النعيم الذي يحياه في الجنة والخلود فيها.

 فهو تعالى يكافأ على العمل القليل بالخير الكثير مع الاستمرار في المزيد والمزيد من النعم غير المتناهية، فهذا شكره تعالى لعباده الصالحين. فالآخرة دار جزاء ليس فيها عمل، ولذلك لم يرد على لسان أهل الجنة الشكر وإنما ما جاء هو الحمد في قوله تعالى: (وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)10/يونس. وذلك لأن النعم التي تفيض عليهم من الله تعالى ليس لهم فيها معالجة فعل؛ لأنهم في دار تكريم لا في دار عمل وابتلاء.

وختاما نحذر أنفسنا مما حذرنا الله منه، فقد ذُكر لفظ الكفر في مقابل الشكر في أكثر من آية كما في قوله تعالى: (إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)7/إبراهيم. فيجب منا الإقرار لله بفضله ونعمه علينا وبإمداده لنا بالقدرات والوسائل التي تجعلنا نستفيد من كل هذا العطاء وإثماره بالعمل وأن نجعله في طاعته. فقد قال جل في علاه: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ)152/البقرة.

وأيضا التنبيه إلى حسن التوكل على الله، والأخذ بالأسباب وعدم التكاسل والتواكل في العمل في هذه الحياة الدنيا لنرقى في الأمم ويتحقق فينا قوله تعالى في فاتحة قرآنه المجيد (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)5/الفاتحة. ولنأكل من حلال رزقه وطيبه؛ حتى نستحق شرف العبودية لله استجابة لندائه الكريم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)172/البقرة.


الكلمات المفتاحية

الشكر في القرآن العرفان بالجميل لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَره وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled هل للشكر علاقة بتطور ورقي الإنسان على المستوى المادي والمعنوي؟ هذا ما سنحاول الكشف عنه في السطور القادمة. بداية نجد أن معنى الشكر وصفاته في اللسان ا