ابنتى فى أول جامعة سلوكياتها تغيرت وأصبحت منفتحة جدا ولا تسمع كلامنا.. ماذا أفعل؟
بقلم |
فريق التحرير |
الاحد 05 نوفمبر 2023 - 08:04 م
ابنتى فى أول جامعة سلوكياتها تغيرت وأصبحت منفتحة جدا ولا تسمع كلامنا.. ماذا أفعل؟
تعتبر مرحلة دخول الجامعة مرحلة بها الكثير من التشتت والتخبط والإثارة بنمط جديد من الحياة يختلف تماماً عن حياة المدرسة. ولهذا السبب، يجد بعض الآباء صعوبة في التعامل مع الأبناء في تلك المرحلة الحرجة. يتمثل دورنا كمربيين وآباء في التربية المستمرة والتوجيه والرعاية، إلي جانب تلقين دروس الحياة ومحاولة دعمهم بالمهارات اللازمة لمواجهتها والتصدي لتحدياتها. يكون هذا الدور سهلاً في مرحلة الطفولة ولكن تزداد صعوبته في مرحلة المراهقة. وذلك لأن المراهقة مرحلة صاخبة يحاول فيها الطفل إثبات نفسه وتأكيد اعتماده علي نفسه ولكنه في نفس الوقت يعلم بأنه مازال في احتياج شديد للنصح والإرشاد. فتجده يبتعد عنك حيناً ليستكشف الحياة بنفسه ثم يقترب فجأة ليختبئ من الدنيا في جوارك.
ولهذا أنصح الأخ السائل وكافة الآباء ممكن يمرون بتلك المرحلة أن يتحلوا بالصبر ولا يجزعوا ولا يملوا من تصرفات الأبناء التي قد تبدو مزعجة. بالإضافة إلي ضرورة الابتعاد عن العصبية والانتقاد واصطياد الأخطاء لأن هذا الأمر سيزيد الفجوة بيننا وبين الأبناء ويدفعهم أكثر نحو الأصدقاء والمجتمع الخارجي بشكل عام. وإنما علينا أن نتقرب ونتودد إليهم ونسمعهم عن أنفسهم خيراً باستمرار. حتي وإن لم يتأثروا، فعلينا أن نشعرهم بأننا لن ندخر جهداً في حبهم ومساعدتهم ودعمهم وتشجيعهم. وعلي سبيل المحاولة، من المحبب أن نقضي معهم وقتاً ولو مرة واحدة في الأسبوع نتجاذب فيها أطراف الحديث عن مواضيع حياتية متعددة لا علاقة لها بالتربية أو التوجيه. وإنما تشبه علاقة الصديق بصديقه المقرب الذي يأتمنه علي أسراره ويثق به.
أما بالنسبة للمواقف الشائكة التي قد يقع فيها أبنائنا في تلك المرحلة، فعلينا فيها أن نتدخل بأسلوب هادئ وحازم في نفس الوقت. في البداية، يجب الاتفاق مع المراهق/المراهقة علي بعض القوانين الخاصة بهم ووضع لائحة من المسموح والغير مسموح ويفضل إشراكهم في هذا الاتفاق حتي يشعروا بأهمية رأيهم في الأسرة. وعليه يتم الاتفاق علي توقع التزام الأبناء بالمتفق عليه. أما في حالة عدم الالتزام، فهنا علينا أن نتخذ موقفاً هادئاً حازماً لإعادتهم علي المسار الصحيح مرة أخري.
الجدير بالذكر أن التعامل مع المراهقين يحتاج مجهود وصبر ولكنه مجهود يستحق أن يبذل لما له من آثار إيجابية علي نفسية أبنائنا ومستقبلهم وعلاقاتنا بهم.