وتضيف إذا عقد الزوج علي زوجته، وجب عليه معاملتها بمعروف وأن يخلص لها المودة والرحمة، فلا يكون سبباً لتعاستها أو مشقتها. وعلي الزوجة أيضاً واجبات محددة تجاه زوجها من حسن المعاشرة وتقديم الدعم النفسي اللازم له حتي يتمكن من خوض حروب الحياة الطاحنة من أجل استقرار الأسرة وسعادتها. 

وتستطرد انه بالرغم من ذلك، يقع بعض الأزواج في فخ كبير من شأنه أن يودي بالحياة الزوجية وينهي الحب بينهما. هذا الفخ هو عبارة عن هرم صغير من الأخطاء، عند تكرارها، يتفاقم حجم هذا الهرم ويتحول إلي جبل ضخم يعزل الزوج عن زوجته والزوجة عن زوجها وتحدث فجوة كبيرة في علاقتهما. ونذكر أشهر تلك الأخطاء حتي نتمكن من تفاديها قدر المستطاع. 

وتوضح انه من الأخطاء الشائعة التي ترتكبها الزوجة في حق الزوج هي الانتقاد المستمر الذي يُشعر الرجل بالفشل وإن لم يعترف علناً بذلك. ولكن انتقاد الزوجة للزوج وأفعاله تشعره بعدم الارتياح لها وأنه بمثابة طفل صغير يحتاج التوجيه. وإلي جانب ذلك، فالزوجة تخطئ خطئاً كبيراً في حق زوجها وفي حق نفسها عندما تلقي علي عاتقها مسئوليات المنزل كاملة دون إشراك الزوج في الأمور الحياتية البسيطة. فذلك الأمر يشعر الرجل بأنه غير مرغوب فيه وأن مساعدته لها غير مطلوبة. ولذلك، يستسلم الزوج بالفعل لهذا الأمر وقد يتوقف عن عرض المساعدة. 

وتوضح  ان هذا الأمر في حد ذاته يُشعر الزوجة بالوحدة والاستغلال حيث أن الزوج أخذ مساعدتها شيئ مسلم به. علي الزوجة أن تعتدل في تلك الأمور، فإذا رأت أنه من الداعي انتقاد الزوج أو تصرفاته، فعليها أن تفعل ذلك عن طريق الحوار البناء المحتوي علي كثير من كلمات الحب والتقدير حتي تساعد الزوج في فهم الرسالة التي تود أن توصلها إليه. وكذلك فيما يخص مشاركة مسئوليات الحياة، علي الزوجة أن تعلم أن الزوج يحب أن يطلب للمساعدة في المطلق لأن هذا الأمر يشعره بالأهمية وبأن له دور هام وفعال في حياة زوجته وبيته. فلا تحرمينه لذة المساعدة وتقديم الدعم والمشاركة.

وتضيف بالنسبة للأزواج، فيقع بعضهم في بعض الأخطاء أيضاً مثل الاستخفاف بالزوجة وبمشاعرها. الرجال تتميز بالعقلانية والعملية في الحياة. ولكن النساء تتميز بالعاطفة وتتحكم بها مشاعرها القلبية في معظم الأحيان. وهذا هو الأمر الذي تتميز به المرأة عن الرجل. فلا يجوز للزوج أن يستخف بتلك المشاعر أو أن يغفل مراعاتها، لأن ذلك سيشعر الزوجة بالحزن والأسف علي حالها. علي الزوج أن يستوعب مشاعر زوجته ويحتويها ويشعرها دائماً بأنه علي استعداد دائم للاستماع إليها ومساعدتها. 

وبهذا أوجه نصيحتي للأخت السائلة وزوجها، بأن مراعاة المشاعر والاحترام المتبادل من أقوي الأسس الذي يمكن بناء حياة زوجية مستقرة عليها. فعليكي أن تعبري عن انزعاجك بهدوء وثقة مع الابتعاد عن أسلوب اللوم والعتاب السلبي أو الهجومي. وعلي الزوج أن يستمع إليك باهتمام وأن يتوخي الحذر مستقبلاً وأن يتبع بشكل عام أسلوب تفاهمي واحتوائي لكي ولمشاعرك ولطلباتك.