يقول الخبراء، إن حالة الفم هي مؤشر على الصحة العامة، فهي تعكس مشاكل في أماكن أخرى في الجسم، فضلاً عن خلق مشاكل صحية إضافية إذا لم يتم الاعتناء بها.
يقول الدكتور نيل سيكا، كبير مسؤولي طب الأسنان في شركة "بوبا" بالمملكة المتحدة: "إن إجراء فحص الأسنان ليس مجرد فرصة للتعرف على أي مشاكل في أسنانك ولثتك. يمكن لطبيب الأسنان أيضًا اكتشاف علامات مشاكل أخرى عندما ينظر داخل فمك، بالإضافة إلى التحقق من صحة مفاصل الفك والبحث عن علامات سرطان الفم".
وأضاف: "إنها نافذة حقيقية على صحتك العامة ونحن نكتشف المزيد كل يوم، حيث يبحث العلماء في كيفية تأثير أشياء مثل الالتهاب المزمن في الفم على أجزاء أخرى من الجسم - ولماذا".
وأبرز نيل أليكس لويد ما الذي تكشفه الأسنان تكشفه عن الحالة الصحية للفرد، وفق ما أوردت صحيفة "ذا صن" على النحو التالي:
أمراض القلب
الأشخاص الذين يعانون من سوء صحة الفم، مثل أمراض اللثة أو فقدان الأسنان، لديهم معدلات أعلى من مشاكل القلب والأوعية الدموية مثل الأزمة القلبية والسكتة الدماغية. وقد تم العثور على الرابط في دراسات متعددة.
وتختلف النظريات حول سبب ذلك، ولكن من المعتقد أن البكتيريا التي تصيب اللثة وتسبب حالات مثل التهاب اللثة تنتقل أيضًا إلى الأوعية الدموية في أماكن أخرى من الجسم وتسبب الضرر.
ولا يدرك الناس أن اللثة الملتهبة تعاني من زيادة إمداد الدم، كما تحتوي على جيوب حول الأسنان، وهي فجوات تنمو بين اللثة والأسنان، مما يتيح الفرصة للبكتيريا للدخول إلى مجرى الدم.
ويمكن أن يكون السبب أيضًا هو الالتهاب الذي يحدث في الجسم والجهاز المناعي الذي يتعرض لضغط متزايد.
نقص العناصر الغذائية
يمكن أن تكون القرحة في الفم علامة على فقر الدم، حيث يعاني الشخص من نقص الحديد، وبعض الفيتامينات الأخرى.
بالنسبة للمرضى الذين يعانون من تقرحات متكررة على اللسان أو اللثة، إذا لم يتمكن طبيب الأسنان من اكتشاف مشكلة الأسنان المسببة لذلك، ينصح بإجراء فحص دم.
وإذا لم يكن نقص الحديد، فقد يكون السبب الآخر هو نقص الزنك، أو فيتامين ب12، أو حمض الفوليك. ويمكن علاج هذه المشكلة من خلال تغيير النظام الغذائي والمكملات الغذائية.
خطر الولادة المبكرة
مستويات الهرمونات خلال فترة الحمل يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على صحة الفم.
ووجدت إحدى الدراسات أن النساء اللاتي دخلن في مخاض مبكر سجلن نتائج أقل بأربع مرات في صحة اللثة من اللاتي ولدن في الموعد المحدد. كما سجلن مستويات أعلى بثماني مرات في اللويحة السنية (البلاك).
وتوصلت النتائج، التي نشرت في مجلة "طب اللثة السريرية"، إلى أن الأمهات الحوامل اللاتي يعانين من تسوس الأسنان أو الحشوات غير المعالجة معرضات لخطر الولادة المبكرة أيضًا.
مرض التهاب الأمعاء
الفم متصل بالأمعاء، لذا فهو يوفر لطبيب الأسنان الكثير من المعلومات حول ما يحدث في الجهاز الهضمي.
من المحتمل أن يتم اكتشاف مرض كرون والتهاب القولون التقرحي - وهما مرضان طويلا الأمد ناجمان عن التهاب مزمن - في هذا الجزء من الجسم.
وتشمل الأعراض الواضحة جفاف الفم المستمر ووجود الكثير من الشقوق في اللسان، مما قد يدفع إلى التوجه إلى الطبيب.
ارتجاع المريء
هذه مشكلة أخرى في المعدة يمكن اكتشافها من خلال الأسنان أولاً، خاصةً إذا كان المريض يعاني من ما يسمى "الارتجاع الصامت" بدلاً من حرقة المعدة.
ويعاني المرضى من تسرب حمض المعدة مرة أخرى إلى المريء، وانتقاله في بعض الأحيان إلى الفم، وخاصة في الليل.
ويؤدي هذا إلى تلف مينا الأسنان، ولكن تناول الأدوية المضادة للحموضة وإجراء تغييرات في نمط الحياة يمكن أن يقلل من هذا التأثير.
ويمكن أيضًا النوم مع رفع الرأس والرقبة، بحيث تعمل الجاذبية ضد الحمض.
الخَرَف
تعتبر أسباب الخرف معقدة ولا تزال قيد البحث.
لكن المزيد من الدراسات وجدت أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض اللثة وفقدان الأسنان هم أكثر عرضة لخطر التدهور المعرفي والإصابة بهذه الحالة.
وكان من المعتقد في السابق أن ضعف الوظائف اليومية هو السبب وراء ملاحظة أطباء الأسنان لضعف صحة الفم لدى مرضى الخرف. لكن قد يكون هناك تفسيران لذلك.
وذكرت دراسة نشرتها جامعة سنترال لانكستر في يناير 2023، أن البروتين المسمى أميلويد بيتا، والذي يوجد في دماغ الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر، يظهر أيضًا بكثرة في الأسطح الخارجية للأسنان المصابة.
وهناك أيضًا أدلة تشير إلى أن الأشخاص المصابين بالخرف وأمراض اللثة يعانون من تدهور أسرع في المراحل المبكرة، مما يجعل من الضروري للمرضى الحفاظ على عادات جيدة.
الضغط
إذا كانت الأسنان متهالكة أو مكسورة، أو سقط الحشو، فقد يكون ذلك بسبب صرير الأسنان، وهي حالة يقوم فيها الشخص بطحن أو ضغط الفك.
ويعاني العديد من المصابين من هذه الحالة فقط أثناء نومهم في الليل، ولهذا السبب قد لا يدركون أنها مشكلة حتى يكتشفها طبيب الأسنان.
ويمكن أن تشمل الأعراض الأخرى آلام الفك، وآلام الرقبة والكتف، والصداع، وألم الأذن.
ويمكن أن يكون التوتر والقلق سببًا، لذا فإن إيجاد طرق للاسترخاء قبل النوم من شأنه أن يساعد على حل المشكلة.
ويمكن أن تكون هناك أسباب أخرى مثل تناول بعض الأدوية، والتدخين وشرب الكحوليات، والشخير أو انقطاع التنفس أثناء النوم.
وقد يقوم طبيب الأسنان أيضًا بإنشاء واقي فم يمكنك ارتداؤه أثناء الليل لحماية الأسنان.
مشاكل الكبد
توصلت دراسة أجرتها جامعة كوينز بلفاست عام 2019 إلى أن الأشخاص الذين يعانون من سوء نظافة الفم كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد بنسبة تصل إلى 75 في المائة.
مرة أخرى، فإن سبب الارتباط يحتاج إلى مزيد من التحقيق، ولكن العلماء وجدوا أن بكتيريا تسمى فيوزوباكتيريوم نوكلياتوم، والتي تنشأ في تجويف الفم، ظهرت في الكبد المريض أو السرطاني.
وسرطان الكبد هو سادس أكثر أنواع السرطان شيوعًا على مستوى العالم - ورابع أكبر قاتل - لذا فإن السيطرة عليه من خلال العناية باللثة والأسنان أمر لا يحتاج إلى تفكير.