حذر خبراء مما "الكوليسترول الجيد"، بعد أن أظهرت النتائح أنه قد لا يكون مفيدًا تمامًا على خلاف ما كان يعتقد.
وكشفت الأبحاث الحديثة عن وجود صلة محتملة بين "الكوليسترول الجيد" وزيادة خطر الإصابة بالجلوكوما - وهي حالة خطيرة في العين يمكن أن تسبب العمى.
وعى الرغم من أن الأمر يتطلب المزيد من البحث، فإن هذه الاكتشافات ألقت بظلال من الشك على ما كان يُعتقد لفترة طويلة أنه جزء صحي من أنظمتنا الغذائية.
الكوليسترول "الجيد" وصحة العين
وقال الخبراء الذين أجروا الدراسة التي نشرت في المجلة البريطانية لطب العيون: "تتحدى هذه النتائج النماذج القائمة حول الكوليسترول "الجيد" و"الضار" فيما يتصل بصحة العين".
وأضافوا: "لقد تم اعتبار الكوليسترول HDL بمثابة الكوليسترول الجيد لمدة سبعة عقود. ومع ذلك، فإن هذه الدراسة توضح أن المستويات المرتفعة منه لا ترتبط بشكل ثابت بنتائج تشخيصية مواتية"، بحسب صحيفة "إكسبريس".
ويتمثل الكوليسترول في نوعين رئيسين: البروتينات الدهنية عالية الكثافة (HDL)، والتي يطلق عليها "الكوليسترول الجيد"، والبروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (LDL)، والمعروفة أيضًا باسم "الكوليسترول السيئ".
والنوع الأخير، الذي يُعزى غالبًا إلى خيارات نمط الحياة السيئة، يرتبط بتطور أزمات صحية مميتة، مثل الأزمات القلبية والسكتات الدماغية عندما ترتفع مستوياته.
في المقابل، يُعرف الكوليسترول الحميد بدوره في تقليل خطر الإصابة بمثل هذه المشاكل القلبية الوعائية، وهو موجود في العديد من الأطعمة الشعبية مثل السلمون والمكسرات والأفوكادو والبقوليات.
وفي إطار الدراسة الجديدة، حلل الباحثون بيانات 400 ألف و229 فردًا تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عامًا، وهم جميعًا جزء من دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة.
وخضع المشاركون لاستبيانات مفصلة ومقابلات واختبارات دم، مع تتبع نتائجهم الصحية على مدى فترة زمنية متوسطة مثيرة للإعجاب بلغت 14 عامًا.
ارتفاع نسبة الإصابة بالجلوكوما
ومن المثير للدهشة أنه خلال هذه الفترة الزمنية، ظهرت 6 آلاف و868 حالة من الجلوكوما. وكشفت نظرة فاحصة على نتائج فحوصات الدم أن أولئك الذين لديهم مستويات أعلى من الكوليسترول الحميد كانوا أكثر عرضة بنسبة 10 بالمائة للإصابة بالجلوكوما مقارنة بأولئك الذين لديهم مستويات أقل.
وعلى العكس من ذلك، كان لدى المشاركين الذين لديهم أعلى مستويات من الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية احتمال أقل للإصابة بالجلوكوما بنسبة 8 بالمائة و14 بالمائة على التوالي.
ومع ذلك، كانت هذه الارتباطات مهمة فقط لدى أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا، ولم يتم العثور على ارتباط ملحوظ في الفئة العمرية 40-55 عامًا.
وأقر الباحثون بوجود العديد من القيود في دراستهم، وحذروا من استخلاص استنتاجات متسرعة فيما يتعلق بالملاحظات. وخلصوا إلى أن "هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للتحقيق في الآليات وراء هذه الارتباطات".