احذر.. هذا ما يفعله بك الجلوس لساعات طويلة

بقلم | فريق التحرير: | الاثنين 15 سبتمبر 2025 - 01:21 م

يعاني ملايين الأشخاص الذين يقضون أغلب يوم عملهم جالسين من ضعف خطير في عضلات أسفل الظهر، مما يعرضهم لخطر الإصابة بأمراض مؤلمة مثل التهاب المفاصل وآلام العصب الوركي.

يقول الباحثون إن هذه الحالة، التي تسمى فقدان الذاكرة الألوية - أو بالأحرى، متلازمة المؤخرة الميتة - تحدث عندما ينسى الجسم، بسبب قلة الاستخدام، إشراك العضلات الموجودة في المؤخرة.

ويشكل هذا ضغطًا إضافيًا على أسفل الظهر وعضلات الساق والمفاصل، مما يزيد من خطر الإصابات، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل".

في بعض الحالات، قد يعاني المصابون بمتلازمة المؤخرة الميتة من ألم في الوركين. ولكن بالنسبة للكثيرين، قد تبقى الحالة دون أعراض حتى تظهر مشاكل أخرى، مثل التهاب مفاصل الركبة.

متلازمة المؤخرة الميتة

مع ذلك، يقول الخبراء إن هناك اختبارًا سهلًا يستغرق 30 ثانية ويمكن لأي شخص القيام به في المنزل لاكتشاف ما إذا كان يعاني من هذه الحالة.

وقالت الدكتورة جين كونيديس، أخصائية الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل في عيادة مايو في الولايات المتحدة: "في السنوات الأخيرة، شهدنا زيادة حقيقية في عدد المرضى الذين يعانون من هذه المشكلة، والتي قد تكون في جزء كبير منها بسبب زيادة العمل من المنزل".

ويقضي العديد من الأشخاص أيامًا كاملة جالسين أمام الكمبيوتر المحمول، ويتنقلون من اجتماع زووم إلى آخر، مما يعني أنهم لا يستخدمون عضلات الأرداف بشكل كافٍ، وهو ما قد يؤثر على بقية الجسم.

عضلات الأرداف هي ثلاث عضلات تقع على جانبي الوركين من الخارج والخلف، وتعمل على تثبيت الورك، ورفع الساق، وتدوير الفخذ. كما أنها تخفف من تأثير الصدمات أثناء الحركة، كالمشي أو الجري، وتخفف الضغط عن عضلات ومفاصل الساق.

ويقول الخبراء إن متلازمة المؤخرة الميتة غالبًا ما ترتبط بحالة أخرى تُسمى اعتلال أوتار الألوية. في هذه الحالة، تُصاب أوتار الجزء الخارجي من الألوية بالتهيج أو التلف.

تشير الدراسات إلى أن حوالي 15 في المائة من النساء و8 في المائة من الرجال يعانون من اعتلال أوتار الألوية، وهو أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عامًا.

يقول الدكتور كريس سينان، المحاضر الأول في العلاج الطبيعي بجامعة ستيرلنج: "الأسباب الرئيسة هي نمط الحياة المستقر، مثل الجلوس لفترات طويلة على المكتب، أو الوضعية السيئة".

وأضاف: "يعتقد البعض أن السبب وراء إصابة المزيد من النساء بهذه المشكلة هو أنهن أكثر عرضة للجلوس متقاطعي الساقين، مما قد يضع ضغطًا إضافيًا على الأوتار".

وأشار الدكتور سينان إلى أنه عند التهاب الأوتار، قد يمنع ذلك عضلات الألوية من العمل بشكل صحيح.

وتابع: "يحاول الجسم حماية هذه الأوتار بمنع انقباض عضلات الألوية، مما يعني تخفيف العبء على الأوتار. ويؤدي ذلك إلى إجبار الساقين والقدمين والكاحلين على القيام بجهد إضافي، مما قد يؤدي إلى إصابات".

ويجادل خبراء آخرون بأنه في كثير من الحالات، لا يعاني مرضى متلازمة المؤخرة الميتة من أي ألم في الأوتار، أي أنهم لا يدركون وجود هذه المشكلة. بل بسبب قلة النشاط البدني، ينسى المرضى تحريك عضلات الألوية.

علامة متلازمة المؤخرة الميتة

تقول الدكتورة كونيديس: "في كثير من الأحيان تكون العلامات الأولى هي آلام الظهر أو الركبة، وفي كثير من الأحيان لا يستجيب المرضى للعلاج. يدركون وجود مشكلة في عضلات الأرداف".

وأوضحت أن هشاشة العظام - تورم المفاصل المؤلم - وعرق النسا - ألم الأعصاب في الساقين والأرداف - مرتبطان بمتلازمة الأرداف الميتة.

وأسهل طريقة لمعرفة ما إذا كنت تعاني من متلازمة المؤخرة الميتة، وفقًا للخبراء، هي الوقوف على ساق واحدة، ثم، بدّل الساق، ولاحظ إذا كان الحوض ينخفض على الجانب الآخر، مما يشير إلى ضعف العضلة الألوية الوسطى.

لكن الخبراء يقولون إن هناك علامات أخرى دالة. تقول الدكتورة كونيديس: "غالبًا ما يُبلغ المرضى عن ألم في الظهر أو تصلب في عضلات الأرداف، خاصةً عند الانحناء. لذا، إذا كنت تشعر بأي انزعاج أثناء القيام بالأعمال المنزلية، فقد يكون هذا هو السبب".

تقوية عضلات الألوية

يقول الخبراء إن مفتاح الوقاية من متلازمة المؤخرة الميتة هو الحفاظ على عضلات الألوية نشطة وقوية.

على سبيل المثال، أثناء الجلوس لفترات طويلة، تنصح الدكتورة كونيديس بالوقوف لفترة وجيزة كل 30 دقيقة لتشغيل العضلات.

يقول الدكتور سينان أيضًا إنه ينبغي على الناس محاولة الحفاظ على توازن وزنهم بين كل ساق. ويضيف: "إذا استندتَ أكثر على أحد الوركين، فقد يُسبب ذلك إجهادًا له والتهابًا في الوتر".

هناك أيضًا تمارين يُمكن ممارستها لمكافحة متلازمة الأرداف الميتة بمجرد ظهورها. يُوصي الخبراء بتمارين القرفصاء، والاندفاع، والبلانك الجانبي، وجسر الأرداف بساق واحدة.

تقول الدكتور كونيديس: "هذه التمارين مفيدة لعضلات الأرداف. لكن الأهم هو الحفاظ على حركتك. حتى مجرد المشي لمسافة قصيرة وقت الغداء يُحدث فرقًا كبيرًا".