كانت ماريا برانياس موريرا أكبر معمرة في العالم عندما توفيت عن عمر يناهز 117 عامًا في أغسطس 2024.
قبل وفاتها، طلبت من الباحثين أن يدرسوا حالتها، على أمل أن تكون نموذجًا للراغبين في العيش حياة طويلة.
قالت الدكتورة مانيل إستيلر، رئيسة قسم علم الوراثة في كلية الطب بجامعة برشلونة، في بيان صحفي: "قالت لنا السيدة برانياس: "أرجوكم ادرسوني لأتمكن من مساعدة الآخرين. ولقد فعلت".
وأظهرت دراسة الحالة أن برانياس كانت تتمتع بالعديد من المزايا: نمط حياة صحي، وبكتيريا مفيدة في ميكروبيوم المعدة، والجينات المرتبطة بطول العمر، حسبما أفاد باحثون في مجلة "سيل ريبورت ميديسن".
أضافت استيلر في بيان صحفي: "على الرغم من أننا وجدنا أن الشيخوخة الصحية هي عملية فردية للغاية دون أي سمة رئيسة واحدة متضمنة - بل هي العديد من العوامل الصغيرة التي تعمل معًا - فإننا نعتقد أن القدرة على إظهار الخصائص التي تؤدي إلى الشيخوخة الصحية، مقابل الشيخوخة غير الصحية، بشكل واضح سوف تكون مفيدة في المستقبل للجميع، سواء صغارًا أو كبارًا".
وولدت برانياس في الرابع من مارس عام 1907 في سان فرانسيسكو وانتقلت إلى إسبانيا عندما كانت في الثامنة من عمرها. وعاصرت حربين عالميتين، والحرب الأهلية الإسبانية وجائحتين - الإنفلونزا الإسبانية وكوفيد-19.
أصيبت برانياس بفيروس كوفيد في سن 113 عامًا، لكنها تعافت تمامًا. وقال الباحثون إن صحتها وطول عمرها يعودان جزئيا إلى نمط حياتها، وفق ما أوردت وكالة "يو بي آي".
وكانت برانياس تتبع في حياتها حمية البحر الأبيض المتوسط، متجنبةً الدهون والسكريات المُصنّعة. مارست المشي بانتظام، حتى أصبح المشي صعبًا عليها مع تقدمها في السن. كما امتنعت عن التدخين والكحول.
أفاد الباحثون أن برانياس تناولت كميات كبيرة من الزبادي كجزء من نظامها الغذائي، مما ساهم في ازدهار ميكروبيوم أمعائها ببكتيريا البيفيدوباكتيريوم المفيدة. ومن المعروف أن هذه البكتيريا تُخفف الالتهاب، مما يُسهم في تسريع الشيخوخة.
وأخيرا، وجد الباحثون أن برانياس تحمل متغيرات جينية تقلل من خطر ارتفاع مستويات الكوليسترول وأمراض القلب والسرطان والخرف.
قالت إستيلر: "ساعدتنا نتائجنا في تحديد عوامل قد تساعد العديد من كبار السن على عيش حياة أطول وأكثر صحة. على سبيل المثال، حددنا جينات معينة مرتبطة بطول العمر الصحي، والتي يمكن أن تكون بالتالي أهدافًا جديدة لتطوير الأدوية".
مع ذلك، حذر خبراء آخرون من أنه من المستحيل تقريبًا استخلاص استنتاجات قاطعة من حياة شخص واحد.
قالت إماكولاتا دي فيفو، أستاذة علم الأوبئة في كلية هارفارد تي إتش تشان للصحة العامة، لصحيفة "نيويورك تايمز": "من المهم دائمًا توخي الحذر عند تفسير نتائج الحالات الفردية، على عكس الدراسات السكانية الكبيرة التي يتم التحكم فيها جيدًا".
وأضافت أن العوامل الوراثية وأسلوب الحياة قد تساعد في تحسين صحة الشخص، ولكن "التسبب في المرض هو في العادة مسألة احتمالات وليس حقائق مطلقة".
بعبارة أخرى، هناك أيضًا قدر معين من الحظ في العيش لمدة طويلة مثل برانياس.